منتديات زورونا ترحب بكم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


بوابة الفكر والحوار المفتوح
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قصة وعبرة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
د.جاد الشامي
المدير العام
المدير العام
د.جاد الشامي


عدد المساهمات : 1580
تاريخ التسجيل : 08/09/2009

قصة وعبرة Empty
مُساهمةموضوع: قصة وعبرة   قصة وعبرة I_icon_minitimeالخميس مايو 06, 2010 10:41 am

قصة وعبرة Wesaal_63790370

قصة وعبرة

أعجبتني هذه الحكاية فترجمتها لكم من الفرنسية وأتمنّى أن تعجبكم


*********

عندما كنت طالبا بالصف الأوّل في الثانوية أثار انتباهي طالبا اسمه " موريس " كان يحمل كلّ كتبه بين يديه وهو في طريق عودته
إلى البيت بعد الحصص الدراسية . قلت في نفسي : " من يكون هذا الذي يحمل كلّ كتبه إلى البيت في هذه الجمعة ؟ لا بدّ أن يكون مولعا جدّا بالدراسة " .
كنت مشغولا جدّا في ذلك اليوم من نهاية الأسبوع ، وكنت قد برمجت مجموعة من الحفلات ومقابلات كرة القدم مع أصدقائي ، ولذلك لم أعر الأمر كثير اهتمام وذهبت لحال سبيلي .
أثناء مشيي رأيت مجموعة من الشبّان يجرون ناحية " موريس " ، وعند الوصول إليه أسقطوا كلّ كتبه من يديه ورموا بها إلى أقصى ما توصله أذرعهم ، وأضاعوا توازنه فسقط في الوحل ، وطاشت نظّاراته وسقطت على بُعد ثلاثة أمتار تقريبا . نهض " موريس " بهدوء ، واستطعت أن أرى الحزن المُخيف في عينيه . أحسست بدكّة في قلبي وغصّة في حلقي ، وتوّجهت إليه .
عندما وصلت إليه وجدته يبحث عن نظاراته ، ورأيت دمعة تسيل على خدّه . إلْتقطتُ نظّاراته وقلت له : " هؤلاء من أسوإ الأجلاف حقّا . إنّهم يستحقّون العقاب على ما فعلوه " . نظر إليّ وقال : " هاي، شكرا " ، وارتسمتْ على شفتيه ابتسامة عريضة . لقد كانت ابتسامة من الطراز المعبّر عن الإمتنان . وأعنته على جمع كتبه وسألته عن مقرّ سكناه ، فعرفت أننا نقطن في نفس الشارع . وسألته لماذا لم أرك من قبل ، فقال : " ذلك لأنني كنت أدرس في مدرسة خاصة " .
تبادلنا الحديث طيلة الطريق أثناء عودتنا إلى البيت ، وحملت معه بعضا من كتبه ، وأدركت حينها أنّه حقّا وديع .ثمّ دعوته بعدها إلى المجيء في الغد ليلعب معي وأصدقائي كرة القدم ، فوافق . وهكذا أمضينا عطلة نهاية الأسبوع مع بعضنا ، وكنت كلّما عرفته أكثر كلّما أعجبت به ، وكان الأمر كذلك مع أصدقائي .
في يوم الإثنين ، وفي طريقي إلى المدرسة ، رأيت " موريس " يحمل كعادته جميع كتبه بين يديه . الْتحقت به وقلت : " وووواووو ، سوف تتكوّن لك عضلات قويّة جدّا وأنت تحمل كتبك هكذا كلّ يوم " . إبتسم إليّ وأعطاني نصف كتبه .
بعد أربع سنوات ، أصبحت أنا و" موريس " أحسن صديقين في العالم .
وفي السنة الأخيرة من تلك المرحلة بدأنا نخطّط لدراستنا الجامعية ، فقرر " موريس " الرحيل إلى موريال لدراسة الطبّ ، وذهبت أنا إلى دالاس لدراسة رياضة كرة القدم . وكنت أعلم أنه برغم المسافة فإنّنا سنبقى صديقين .
وعندما جاء يوم التخرّج حضّر " موريس " كلمة ليلقيها أمام الحاضرين . ولقد رأيته في ذلك اليوم . كان حقّا في أقصى أحسن أحواله . لقد كان من صنف الذين وجدوا طريقهم وأثبتوا أنفسهم منذ المرحلة الثانوية ، وكان نجاحه يصيبني في بعض الأحيان بالغيرة . لقد كان في هذا اليوم متوتّرا للغاية بسبب الكلمة التي عليه أن يلقيها . ضربته ضربة على ظهره مشجّعا وقلت له : " هيّا يا أيها الكبير ، سوف تكون رائعا " . رمقني بواحدة من نظراته الصادقة حقّا وقال :" شكرا " .
بدأ في إلقاء كلمته ، ثمّ توقّف ليعدّل صوته ، وأردف : " إنّ مناسبة التخرّج لحظة مناسبِة للتعبير عن شكرنا لكلّ من ساعدنا لاجتياز أقسى اللحظات ، بل وحتّى السنوات ، مثل والدينا ، وأساتذتنا ، وربّما مدرّبنا ، وبالأخصّ أصدقائنا . أنا اليوم هنا لأقول لكم أنْ تكون صديقا لأحدٍ يعني أن تقدّم أحسن هدية له ، وسوف أحكي لكم حكاية في هذا الموضوع " .
لقد نظرت إلى " موريس " بذهول عندما سرد للحاضرين أحداث أوّل يوم التقينا وتعرّفنا فيه على بعض . كان " موريس " قد خطّط - حينها - لينتحر في نهاية ذلك الأسبوع . لقد قال أنّه أفرغ جميع أدراجه حتّى يجنّب والدته فعل ذلك بنفسها . نظر إليّ مباشرة في عينيّ وابتسم وقال : " شكرا على إنقاذك لي !" وقال للحاضرين : " إنّ صديقي قد حماني ومنعني يومها من اقتراف خطإ عظيم ! "
لقد انكتمت أنفاس الحاضرين ، وبقي الجميع فاغري الأفواه عندما سمعوا " موريس " ، الشاب الأكثر وسامة والأكثر شعبية في مدرسته ، وهو يحكي ذكرياته الحزينة جدّا ، ورأيت والديه ينظران إليّ ويبتسمان نفس ابتسامة الإمتنان التي عهدتها عند " موريس " .
في تلك اللحظة فقط أدركت سرّ حجم كلّ ذلك الحزن الذي استحوذ عليه يوم التقيته أوّل مرّة ، وعرفت أنّ سببه ليس فقط معاملة أولئك الشبّان الأشقياء .
لا تستهينوا أبدا بقوّة تصرّفاتكم ، فبأقلّها يمكنكم أن تغيّروا مسار حياة أحدٍ نحو السرّاء أو نحو الضرّاء . إنّ الله سبحانه وتعالى يقحم كلّ أحد في حياة الآخرين كي يحدث كلّ واحد أثرا في طريق غيره بطريقة أو بأخرى . إبحث عن الله وعن الحياة في الآخرين .
قصة وعبرة Wesaal_29068638
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://zorona.ahlamontada.com
شام المحبة
مشرفة سابقة
مشرفة سابقة
شام المحبة


عدد المساهمات : 101
تاريخ التسجيل : 04/11/2009

قصة وعبرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة وعبرة   قصة وعبرة I_icon_minitimeالخميس مايو 06, 2010 12:48 pm

أعرف أن الكلمة الصادقة والتعامل الحسن هو أسمى ما في الكون
يارب أجعلنا نتقن فن الكلام وفن التعامل ولا تجعلنا من هؤلاء الذين يدمرون قلوباً وبيوتاً بكلامهم السيئ
شكراً لك على هذه القصة الرائعة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة وعبرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصة وعبرة للفائده

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات زورونا ترحب بكم  :: منتدى الإبداع الأدبي :: القصص والروايات والمقالة :: القصص القصيرة-
انتقل الى: