يعاني الشباب في العراق من مشاكل متداخلة ومتشعبة لم يضع المعنيون لها حداً ليلمس الشباب احلامهم عن قرب ويقطفوا ثمار صبرهم .. وإذ نجد هذا السكوت المطبق نوعا ما من الجهات الرسمية ن لم نجد بداً من التوجه الى الاحتصاصيين في علوم النفس والاجتماع والتربية لنقف معهم على الحلول المطلوبة لانتشال الشباب من واقعهم المرير .
ـ في مرآة علم النفس : ضبابية الهدف وغياب التخطيط للمستقبل
للمختصين في علم النفس آراؤهم في مشاكل الشباب ونوعيتها ومعالجاتها .. وقد كان لنا لقاء مع الدكتور كمال علي الخيلاني استاذ علم النفس الاجتماعي قسم علم النفس كلية الاداب - جامعة بغداد ، فقال :
- المشكلة الرئيسة هي الضبابية في تحديد الاهداف وفقدان القدرة على التخطيط للمستقبل وهي مشكلة قلة الخبرة في التعامل مع الضغوط الحالية في المجتمع العراقي لاسيما الشباب الذي تعرض إلى صدقة عنيفة بسبب التغيير وعدم الاستقرار .
اما الحلول فهي :
•1- يقع العاتق الاكبر على اكتاف مؤسسات المجتمع المدني الصادقة منها في تحديد اولوية المشاكل من حيث انتشارها وايجاد الحلول.
•2- انشاء مراكز بحثية متخصصة لدراسة مشاكل الشباب وتوفير قاعدة معلومات تستند على ارقام ومؤسسات لكي تكون الحلول موضوعية ، اساسها علمي قويم.
•3- ثم تأتي المهمة الاكبر التي تقع على عاتق الحكومة في تفعيل المهام المناطة بوزارة الشباب وتعاونها ايضا مع الوزارات الاخرى من اجل ايجاد افضل الحلول للمشاكل الطافية على السطح.
•4- كذلك يكون للمؤسسات الاعلامية دور في تسليط الضوء على هذه المشاكل وعرضها امام اصحاب الشأن وابراز المؤسسات المقصرة توجيها صحيحا.
ـ في مرآة علم الاجتماع : البطالة ووقت الفراغ
الاستاذ الدكتور .نبيل نعمان اختصاص علم الاجتماع الجنائي قسم الاجتماع كلية الآداب ـ جامعة بغداد ، يوجز ابرز مشاكل الشباب العراقي بالآتي :
- المشاكل تتمثل بالبطالة ووقت الفراغ القاتل ، فالأخير يساعد في الاغراق في البطالة اذ من السهولة اصطياد الشاب. لينفذ شروراً ماكانت لتكون الا وهو جالس في البيت او أي مكان اخر وبذلك يتقن في ابداع طرق الاحتيال والدجل.
* ويوجز الدكتور نبيل المعالجات والحلول بالآتي :
ـ بالنسبة لعلاج وقت الفراغ يكون ذلك بمنح الشاب فرصاً للدراسة المسائية لانها ستأخذ من وقته ويكون وجوده الفعلي موزعا بين انهماكه في المذاكرة او اطلاعه على مواد الكتب اما البطالة فنعالجها بالتنمية واذا ماكان الامان يسبق الاعمار فنحن نبدأ بالاخير حتى يصير الامان اوتوماتيكيا فما ان نهيئ فرص عمل للشباب حتى سنجد إن موردا للرزق توفر للشاب وسيتحقق الامان بذلك لان العاملين سيدافعون عن مواقع العمل ولن يسمحوا بدخول أي غريب للتخريب كون ذلك الموقع هو مصدر رزقهم، وفي النهاية لابد ان تتكاتف كل الجهات حتى تحقق هذا الامر..
ـ في مرآة التربية : البطالة والانحراف
ولأن هناك مشاكل شبابية يمكن الوقاية منها بالتربية السليمة ، كان لابد من الاستئناس برأ ي تربوي ، ومن اجل ذلك التقينا الدكتورة شيماء عبد العزيز استاذة مادة علم النفس التربوي في كلية التربية جامعة بغداد ، واختصاصها كما مبين تجمع بين علم النفس والتربية . وقد قالت :
- تمثل البطالة حاليا مشكلة كبيرة سواء كان الشباب من حملة الشهادات ام لا كذلك معاناتهم انخفاض المستوى المعاشي ، الامر الذي يجعلهم ينحرفون ويتوجهون إلى الادمان والمخدرات.
وحين نسأل محدثتنا عن الحلول ، تضع الجانب التربوي عاملا اساسيا لتكون المعالجات في محلها ، اذ تقول :
ـ معالجة مشاكل الشباب تكون بالآتي :
•1- توفير فرص عمل على وفق الاختصاصات والرغبات ، اذ في حالة عدم وجود الرغبة الحقيقية لدى الشاب ، لن نحصل على منتوج سليم.
•2- اعداد وفتح مراكز للشباب كيما تحويهم شريطة توافر الاساليب الصحيحة لملء وقت الفراغ مثل شبكات الانترنيت المحوطة بالرقابة القانونية وبتوجيه من قبل المختصين تكون الرقابة صحيحة مثلما هي رقابة البيت، فنحن بحاجة إلى حرية وديمقراطية موجهة وفقا لمشاكل المجتمع ومايتفق مع عاداتنا وتقاليدنا وبذلك نؤمن للشباب التوجيه الصحيح.