Mr abdelilah mossadak عضو فعال
عدد المساهمات : 924 تاريخ التسجيل : 10/09/2009
| موضوع: الخيانة الزوجية . . . تتعدد الأسباب والجرم واحد الجمعة مايو 28, 2010 8:21 am | |
|
الخيانة الزوجية . . . تتعدد الأسباب والجرم واحد
تعرف الخيانة في مفهومها الشامل على أنها إخلال بحقوق ما استأمننا الله عليه ونقد لعهد الوفاء والإخلاص كقيم رئيسية ترتكز عليها العلاقة ما بين شخصين. ان الخيانة في الزواج تعني، بمفهومها المتداول، الدخول في علاقة جنسية مع شخص آخر غير الزوج أو الزوجة. إلا أن مفهوم الخيانة الزوجية يختلف نسبيا من شخص لأخر فقد ذهبت آراء بعض الشباب إلى انه لا يشترط وقوع علاقة جنسية مع شخص أجنبي حتى تسمى خيانة زوجية بل يمكن للخيانة أن تتم بعدم غض البصر عن الأجنبي والنظر إليه بشهوة أو مصاحبة فرد من الجنس الأخر، وذهبت آراء أخرى إلى أن إفشاء الأسرار التي تقع بين الزوجين تدخل ضمن خيانة الأمانة الزوجية ، كما انه يمكن للخيانة أن تتم عبر وسائل الاتصال الحديثة من هواتف نقالة و مواقع الدردشة على الشبكة العنكبوتية، التي غالبا ما تركز على مواضيع الجنس والعاطفة وهذا بالنسبة لكل المجتمعات ليس فقط في المغرب . حيث إن هناك بحثا أجري من طرف مايكروسوفت أثبت بأن تيمة الجنس تغلب على مختلف تفاعلات المسنجر وهو الموضوع الأكثر تداولا .
أسباب الخيانة الزوجية وأنواعها
يشير خبراء العلاقات الزوجية إلى أن أكثر أسباب الخيانة الزوجية شيوعا هي الملل والوحدة وخيبة الأمل أو الرغبة في الانتقام، وما يجب معرفته هو أن الخيانة الزوجية إذا وقعت ففي الغالب تكون نتيجة تراكم عدة أسباب و ليس لسبب واحد. وحسب دراسة علمية بعنوان الزوجة وظل المرأة الأخرى للباحث محمد صفوت* فان حالات الخيانة الزوجية تزيد في مواسم العطلات و الإجازات مع زيادة الحفلات الكبيرة والاختلاط و التعارف.
وعادة ما يهدف هؤلاء إلى إقامة مثل هذه العلاقات للاستمتاع بروح المغامرة بعيدا عن مشاكل العمل ومطالب الحياة الأسرية، وحينها يضعف الوازع الديني و الأخلاقي فلا يضرب المرء حسابا لنتائج أفعاله ويحاول بذلك محاكاة الغربيين في سلوكهم و عاداتهم الضارة والمخالفة لعادات المجتمعات العربية و لتعاليم الدين الإسلامي.
تنقسم حسب الدراسة أسباب إقامة علاقات خارج نطاق الزواج خاصة من طرف الزوج إلى خمسة أقسام وهي: أولاًً: علاقة تهدف إلى الإشباع العاطفي حيث لا يجد الزوج من زوجته ما يدل على اهتمامها به وتقديم الرعاية و المودة اللذين يحتاج إليهما في ظل قسوة الحياة والعمل فيحاول البحث عن امرأة أخرى يعتقد انه يمكن أن تشبع فيه هذه الرغبة، وإذا شعر الرجل بتحقيق هذه الرغبة فانه يتجه بعد ذلك إلى إنقاذ حياته الزوجية من الانهيار ويعود إلى زوجته.
ثانياً: علاقة تهدف إلى حفظ السلام الداخلي، فقد لاحظ متخصصو العلاقات الزوجية أن هناك حالات الخيانة التي تحدث بغية تحقيق هدف واحد هو استمرارية الحياة الزوجية حيث يعتقد بعض الأزواج انه إذا استطاعوا أن يحصلوا خارج البيت على ما يفتقدونه داخله فإنهم سيفعلون ذلك بدلا من التسبب في انهيار مؤسسة الزواج، لكن خبراء العلاقات الزوجية يؤكدون عدم نجاح و استمرار هذه الإستراتيجية. ثالثاً: علاقة تهدف إلى البحث عن الحب و تأكيد الذات ، فقد تبين أن كثيرا من الأزواج يخونون زوجاتهم معتقدين أنهم يبحثون عن الحب والعلاقة الرومانسية والواقع أنهم يحاولون بذلك تحقيق المزيد من الرضا عن أنفسهم وغالبا ما يقدم الزوج على ذلك عندما يبدأ في دخول خريف العمر ويجد نفسه على مفترق طرق. وحسب الدراسة فان الرجال الكبار في السن يتطلعون من وقت لآخر إلى ما يؤكد استمرار فحولتهم ولذا يتراءى لهم أن إقامة علاقات مع أخريات وسيلة لإثبات هذه القدرة.
رابعاً: العلاقة القسرية أو الإجبارية حيث لوحظ أن بعض الرجال قد يلجؤون إلى إقامة علاقات مع عدد من النساء لتجنب التورط العاطفي مع واحدة ، وفي بعض الحالات يتضح أن أفرادا منهم يدمنون الجنس.
خامساً: علاقة لا يمكن تجنبها لأسباب نفسية، فقد تبين أن هناك بعض الحالات النفسية التي تدفع صاحبها دفعا إلى إقامة علاقات مع امرأة أخرى غير زوجته مثل حالات الاكتئاب والاضطرابات النفسية.
ورغم أن الدراسة تناولت أساسا قضية الزوج الخائن إلا انه يمكن إسقاط ما سبق على الزوجة الخائنة، مع إضافة أسباب أخرى قد تدفع بالزوجة نحو الخيانة كأن تنتقم من زوجها في حال اكتشافها لخيانته أو بسبب ظروف مادية واجتماعية توهمها أن الحل الوحيد لمشاكلها هو بيع شرفها ، وهناك من الزوجات من تتخذ الخيانة كلعبة تمرد أو تعبير عن قوة شخصيتها وأنها ليست امة لزوجها و خصوصا إن كانت من الجميلات وميسورات الحال.
خيانة الرجل غلطة وخيانة المرأة جرم لا يغتفر
أن المجتمع المغربي، يتعامل كما في اغلب البلدان العربية، بتمييز شديد بين خيانة الرجل وخيانة المرأة، وذلك بحكم انه مجتمع ذكوري تسود فيه القيم الذكورية التي تعترف بأحقية الرجل في ممارسة مختلف رغباته، بل قد تعتبر ذلك تعبيرا عن مستوى الفحولة.
ومن هذا المنطلق – نجد الكثير من الرجال يتباهون بتعدد العشيقات سواء كن حقيقيات أو مفترضات بل إن هناك العديد من الزوجات اللواتي يتعاملن معها كقدر لا بد منه حيث يعملن على تسويغها نظريا بكون أن الرجل يملك الحق في فعل ما يشاء خارج البيت المهم انه في آخر المطاف يعود إلى زوجته.
وفي المجتمع المغربي هنالك حالات لزوجات ترفضن رفضا مطلقا أن يتزوج عليهن أزوجهن وتفضلن أن يتخذ الزوج خليلات له على أن يرتبط شرعيا بأخرى خصوصا وان القانون المغربي يمنع الزوج من عقد قرانه بامرأة ثانية دون موافقة الزوجة الأولى.
وأما عن خيانة النساء فإن العقاب الاجتماعي ضد الخيانة غالبا ما يكون قاسيا. والمرأة التي تعتبر خائنة تتعرض للتطليق بشكل تلقائي وحكم المجتمع تجاهها يكون قاسيا جدا ويتم احتقار الزوج الذي يستمر في زواجه مع خائنة بل يتم الطعن في ذكورته جملة وتفصيلا .
وخلال قيامنا باستطلاع لأراء الشباب حول الموضوع وجدنا أن اغلبهم لا يتقبل فكرة الزوجة الخائنة ولا يجد لها مبررات لفعلتها بل إن هناك مجموعة من الفتيات اللواتي صرحن بأنهن قد يغفرن للزوج الخائن لكنهن لا يتقبلن فكرة مسامحة الزوجة الخائنة.
أن السائد في المجتمع هو أن تتفانى الزوجة في خدمة الزوج من كل الجوانب ، وخصوصا في الجانب الجنسي حيث لا يتم الاعتراف اجتماعيا برغباتها الخاصة. فالمرأة الوقورة هي التي لا تعترف أبدا بمشاعرها ولو تجاه الزوج . وتقبل وضعية القهر الجنسي والعاطفي بدون شكوى .
و لا زالت هذه الحقوق النفسية للمرأة تدخل ضمن المحرمات رغم أهميتها في تحقيق التوازن النفسي ، ذلك أن الحق في الحب والحنان هو أحد المقومات الأساسية لإنتاج شخصية متوازنة .
| |
|