سلسلة قصص الأنبياء
الحلقه ( 21 )
الجزء ( 3 )
من
قصة سيدنا يوسف
=======================
احبائى الكرام
وصلنا ألأن الى بيت عزيز مصر وامشهد كألآتى :
(وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ )
كانت قبل المراوده أشياء أخرى وهى الإيحاء ليوسف بما تريد كالكشف عن بعض الاشياء من جسدها كنوع من الأغراء فلم تفلح فى ذلك . فأرادت ان تزيد من الضغط عليه فكانت نطلب منه إحضار بعض ملابسها الخاصه وحتى تثيره فلم تفلح وبعد ان نفذ صبرها صرحت له بما تريد صراحتا بمعنى قولها انا لك ووهبتلك جسدى افعل فيه ما تريد فماذا رد يوسف عليها :
(قَالَ مَعَاذَ اللَّـهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴿٢٣﴾
وكلمة سيدنا يوسف انه ربى أحسن مثواى اى رب البيت ويقصد عزيز مصر الذى رباه فى بيته واحسن معاملته . ولكن زليخه زوجة العزيز لم تنصت الى قوله وان العلماء قالوا انها وصلت الى زروتها فقامت بالامساك به وهو كان يحاول الخروج من قبضتها حتى انه ذهب الى الباب الموصد فذهبت اليه لتجذبه اليها فقطعت قميصه من الخلف وهنا مجدت زليخه امام الباب الموصد وفتحت الباب وقالت :
(وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿٢٥﴾
وهنا وقفه . هى تشتكى يوسف لزوجها فكانت عليها ان تكتفى بقولها مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا ولكن هذه كانت عادة القاده ومازال الوضع حتى اليوم ان امر السياسه لبعض الدول تدار من غرف النوم !!! او النساء زوجاتهم تصدر الاحكام وهم عليهم الخضوع والطاعه العمياء . ورغم انها الشاكيه ولكنها حكمت عليه بقولها إِلَّا أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فكان على يوسف ان يدافع عن نفسه وعن كرامته فقال قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي . وهنا لم تحدثنا السوره عن موقف العزيز من كلام زوجته او كلام يوسف لنجد ان احد الموجودين قال وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿٢٦﴾ وَإِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ . فلما نفذوا كلام الشاهد فوجدوا ان كلام يوسف صحيح . وهنا قال عزيز مصر : قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ﴿٢٨﴾ ثم قال ليوسف عندما ظهرت برائته اعرض عن هذا وقال لزوجنه وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ ﴿٢٩﴾ وهنا انتشرت الشائعات بين الناس وقالوا :
وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ . فقامت بدعوتهن فى بيتها على مأدبه وفى أثناء تناولهم الطعام قالت زليخه ليوسف :
اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّـهِ مَا هَـٰذَا بَشَرًا إِنْ هَـٰذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ . وذلك من جمال يوسف وخلقته المعتدله والتى وهبها الله اليه فعندما شاهدوه زهلوا فأصبوا ايدهم
وهم لا بشعرون فقالت زليخه لهن فَذَٰلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ . وهذا يدل على اصرارها من النيل من يوسف فلما وجدت هذا الاسرار قال يوسف لربه رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ . وهنا وجد الله ان يوسف اختاره هو وبعده عن هذا البيت صيانه له ولرسالته فقال الله فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ . وهنا نجد ان الحكم السابق لزليخه بعذاب يوسف او سجنه هو الذى نفذه العزيز فقالثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّىٰ حِينٍ .
وهنا تنتهى رحلة المعاناه والتى تعرض لها يوسف فى بيت العزيز والتى انتهت بسجنه .
ننتقل سريعا الى السجن الذى اودع فيه يوسف :
وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ ۖ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٣٦﴾ قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيَكُمَا ذَٰلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ ﴿٣٧﴾
وكان يوسف يدعوا فى سجنه الى عبادة الله الواحد وهى ملة جده ابراهيم حيث قال : وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللَّـهِ مِن شَيْءٍ ذَٰلِكَ مِن فَضْلِ اللَّـهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ ﴿٣٨﴾ يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّـهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴿٣٩﴾ مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّـهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّـهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ . وهنا رأو ان يوسف لديه من الحكمه والعلم فأخبروه بما رأو فى منامهم وقال لهم :
يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ \ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ .
وعندما وقبل خروجهم من السجن قال لمن يظن انه ناجى من الموت إذكرنى عند سيدك اى العزيز ابلغه اننى ملقى فى السجن بالباطل . ولكن شاء الله ان بنسى هذا الشخص ان يبلغ رسالة يوسف فمكث فى السجن بضعة سنين والمفسرون يقلون كلمة بضعة سنين اى من 3 الى 4 اعوام . ولكن العزيز رأى مناما وأراد ان يفسره البعض فتذكر الساقى وصية يوسف له فقال للعزبز :وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَىٰ سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ .وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُم بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ . وهنا قال يوسف للرسول الذى ارسله العزيز لإصطحاب يوسف له ارجع لسيدك وابلغه لن اخرج من السجن قبل ان يعيد التحقيق مع الذين اتهمونى بالباطل فلما علم يوسف بأنه تم ذلك خرج معززا مكرما وفد اعاد الله له كرامته فماذا قال العزيز ليوسف وماذا طلب يوسف من العزيز هذا ما سوف نعرفه فى الحلقه القادمه انشاء الله
ابوبكر
السبت يوليو 10, 2010 12:04 am
