د.جاد الشامي المدير العام
عدد المساهمات : 1580 تاريخ التسجيل : 08/09/2009
| موضوع: أسباب العجز عن الإبداع باللغة العربية الخميس أكتوبر 29, 2009 10:31 am | |
| أسباب العجز عن الإبداع باللغة العربية
ثمة عدة أسباب التي تمنع الإنسان العربي وتبعده عن الإبداع وتثبط قدراته الإنتاجية وتحول بينه وبين الاشتغال بالحث العلمي، ويمكن حصرها في السبب الجوهري الذي يتمثل في خروجنا عن سنة نبينا وعدم فهمنا جيدا لتعاليم القرآن ومبادئ الإسلام السمحة التي تدعو المسلمين قاطبة إلى التوحيد والابتعاد عن الضلال والانسياق وراء الأهواء والاهتمام بالعلم وتشجيع العلماء وربط البحث العلمي بالأخلاق وتحقيق منافع الناس، ناهيك عن ظاهرة الاستعمار التي تتخذ وجوها عدة ظاهرة ومضمرة والتي تقف في وجه تقدم الشعوب الإسلامية عن طريق العدوان والترهيب والتهديد والتجويع. ولا ننسى كذلك أن معظم الأنظمة العربية غير ديمقراطية تحارب شعوبها وتقف في وجه علمائها بالمرصاد والتجويع والنفي والاعتقال والإعدام ﴿العراق مثلا…﴾، كما تهمل البحث العلمي ولا تعيره أدنى اهتمام ولا تخصص له ما يستحقه من إمكانيات مادية ومالية وبشرية لتحقيق طفرة تكنولوجية وتنمية علمية . كما تتخبط سائرشعوبنا المتخلفة في أزمات اجتماعية واقتصادية وثقافية خطيرة من الصعب حلها لتشابك العوامل والأسباب . وكانت لهذه المثبطات تأثير كبير على مؤسساتنا ومعاهدنا وجامعاتنا التي لم تعد قادرة على مواكبة التطورات العلمية الهائلة والمخترعات التقنية العديدة التي شهدتها العقود الأخيرة وخاصة في مجال المعرفة الرقمية والاتصالات والاقتصاد. وأصبحت اللغة العربية عاجزة عن منافسة اللغات الأجنبية ومن بينها الإنجليزية التي أصبحت لغة العلم والتكنولوجيا. والسبب في ذلك قصور العرب والمسلمين عن الإبداع والاختراع والاكتشاف، والاتكال على الغرب في استيراد النظريات ونقل التكنولوجيا والمعارف العلمية التي استوجبت الإلمام بهذه اللغات للتدريس بها، والتعامل بها في الأسواق والإدارة ومراكز التعليم. وكان من نتائج هذا أن تخلى الباحثون العرب والعلماء المسلمون عن توظيف اللغة العربية لأنها لم تعد لغة العلم ، كما أن جل المخترعات والمنجزات المعرفية والفنية والأدبية تكتب باسم أصحابها وبمصطلحات أجنبية من الصعب ترجمتها أو تعريبها أو تحويرها توليدا أو اشتقاقا. كما أن اللغة لها علاقة جدلية بالفكر، فكلما كان هناك إبداع فكري متطور كانت اللغة على حال هذا الفكر، وكلما انحط الفكر كانت اللغة على منواله منحطة ومتخلفة وعاجزة عن المواكبة والمسايرة.
ومن الأسباب التي تجعلنا أيضا غير قادرين على الإبداع العلمي والإنتاج التكنولوجي والثقافي باللغة العربية تبعيتنا للغرب حيث أصبحنا دولا محيطة نسير في فلك دول المركز نستورد كل شيء من هذه الدول المتقدمة ، ومن ثم صرنا عالة على الغير مستهلكين غير منتجين ولا مبدعين. كما أن انعدام الوعي وعدم الثقة في قدراتنا وعدم الاعتزاز بلغاتنا يمنعنا من التعبير بالعربية ونلتجئ إلى اللغات الأخرى قصد إعداد البحوث والمقالات والكتب قصد اللحاق بالركب الحضاري العالمي ، ناهيك عن الواقع البيداغوجي وخاصة في مجال التقويم والمراقبة المستمرة والدوسيمولوجيا" علم الامتحانات" لبعض الدول كالمغرب الذي يرفع من معاملات اللغات الأجنبية كالفرنسية في الأقسام العلمية لتمكين التلاميذ من إتقانها للتكيف مع التغيرات المستجدة في الساحة العلمية والتقنية الدولية على حساب اللغة الوطنية لأسباب سياسية وضغوطات دولية وإرضاء لمقررات الفرانكفونية. وما استحداث مادة الترجمة في التعليم الثانوي المغربي في الأقسام العلمية والتقنية إلا لإنقاذ الوضع المتردي في المجال التعليمي وإيجاد الحلول الترقيعية بدلا من الإصلاح الجوهري والحقيقي. ويلاحظ بشكل جلي أن هناك انقطاعا بين المستويات التعليمية في بعض الدول في تدريس لغات المسالك العلمية. فالمغرب مثلا يدرس المعارف العلمية باللغة العربية حتى الثانوي ، ولكنه في الجامعة يستعمل الفرنسية وفي جامعة الأخوين بمدينة إيفران يستخدم اللغة الإنجليزية ؛مما يحدث هذا بلبلة في نظامنا التعليمي الوطني ويزعزع ثقة الشعب في اللغة العربية ويؤدي إلى عزوف التلاميذ عن متابعة الدراسة بالشعب العلمية فيلتجئون إلى الشعب الأدبية والاقتصادية والقانونية. كما يساهم الإعلام والاقتصاد والواقع الديداكتيكي في تهميش اللغة العربية وتقوية اللغات الأجنبية من خلال استخدام الإشهاربملفوظات أجنبية وأيقونات ومسبوكات بصرية تحيل على الثقافة الغربية، وحتى المنتجات والبضائع تسجل عليها علامات لغوية أجنبية . أما الواقع التدريسي اليومي للغة العربية فما يزال يستعمل لغة عربية جافة بأساليب عتيقة في سياق " قل ولا تقل".
هذا، وقد دفعت العولمة كثيرا من اللغات الوطنية للشعوب الضعيفة المغلوبة أو التابعة لدول الشمال أو المنطوية على نفسها انغلاقا وحصارا إلى الاندثار والموت، وبالتالي تعززت اللغة الإنجليزية باعتبارها لغة الحضارة والحياة المعاصرة والتواصل العالمي؛ مما أثر ذلك سلبا على الإنسان العربي ولغته التي لم تعد قادرة على المواكبة الفورية للمستجدات المعرفية والعلمية والتقنية المعاصرة الهائلة في زخمها الإنتاجي بعد تطور الوسائل الرقمية والأقمار الفضائية الاصطناعية بسبب انعدام الاستراتيجيات السياسية والتربوية الحقيقية الكفيلة بتطوير اللغة العربية وتهذيبها وجعلها لغة العلم والتقنية والتدريس والمعاملات الإدارية والاقتصادية. كما أن غياب التداول البرجماتي للغة العربية وضعف البحث اللساني التطبيقي ونفور العرب من استخدام لغتهم في الشارع والتواصل اليومي جعل اللغة العربية تتراجع يوما عن يوم.
وهكذا نستنتج مما سلف ذكره أن هناك عوامل داخلية ذاتية وعوامل خارجية موضوعية كانت السبب وراء عدم قدرتنا على الإبداع والإنتاج العلمي والتقني والثقافي باللغة العربية. | |
|
Naziha assi صاحبة الامتياز
عدد المساهمات : 253 تاريخ التسجيل : 07/11/2009 العمر : 52
| موضوع: رد: أسباب العجز عن الإبداع باللغة العربية السبت نوفمبر 07, 2009 8:53 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لغتنا لفة الضاد لنا الفخر بها ويكفي انها اللغة التي انزل الله بها القران على نبي الاسلام فهي لغة القران الكريم ونحن كعرب لنا الفخر انن نتحدث بلغة القران سلمت يداك اخي الكريم على مجهودك لك مني كل الاحترام والتقدير اختك- اميرة الاحزان فلسطين | |
|