في الحقيقة أن هذا الموضوع بالذات أسال ومازال يسيل حبر الكثير من الباحثين
النفسانيين والاجتماعيين. ولكن الوضع عندنا يختلف أقول من المفروض لأننا
كمسلمين يفترض أننا ندرك معنى هذه الرابطة الزوجية التي أسماها رب العزة
"بالميثاق الغليظ"
الزواج عبادة
الزواج شعيرة شرعها الله يتقرب بها العبد إلى ربه فما المغزى من الزواج؟
ولما يحدث الطلاق بهذه السرعة؟
علينا في البداية أن تتمعن في الآية الكريمة وتفسيرها...فهي توضح جليا
الأسس التي نبني عليها العلاقة الزوجية" المودة والرحمة والسكينة"
فما معنى ذلك وما هي نتيجة ذلك؟
الزواج يا أختي وئام إذا بني على أسس قوية متينة استحال...
كلنا في امتحان وقد نمتحن في حياتنا الأسرية...
عندما تكون الشراكة الفعلية بين الزوجين ويكون والتفاهم ويكون التنازل
وعندما تكون التضحية من كلا الطرفين ويدرك كلا من الطرفين سبب اختياره لهذا
الشخص بالذات وليس شخصا آخر كشريك لبناء هذه الحياة الأسرية.....
كيف تهدم هذه الأسرة التي بنيت على أسس سليمة هو قد "ضفر بالذات الدين"
أما هي" أتاها من ترضى دينه فتزوجته " تباعا لأسوة رسولنا الكريم
عليه أطيب الصلاة وأزكى السلام...
إن أي بيت غابت عنه هاته المفاهيم هو بيت وهن وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت
وهو بذلك آيل للخراب والسقوط في أي لحظة
لا يمكن أن نلتقي أنا زوجتي في نقاط كثيرة لكن الأكيد أننا متفقان على الأسس
والأساس هي العيش وفق المنهاج الإسلامي الصحيح في بناء الأسرة وتحصينها.
أختي وئام عدنان أخوتي،
الحياة الزوجية ليست حياة ورديه وهي لا تخلو من المشاكل لان الواقع غير الذي
نرسمه في مخيلتنا نحن وتحتاج لمن يصمد ويثبت فيها.... لأن فيها مسؤوليات
تجاه الرب سبحانه وتجاه الزوج وتجاه الأولاد وتجاه المجتمع الذي ننتمي إليه....
الزوج أول من يحس يثقل المسؤولية وهو الراعي الأول لها...
والسعي لتوفير متطلبات الحياة ليس بالأمر السهل الهين هذا الرزق الحلال
الذي يسعى الزوج لكسبه... وصحيح أن الرزق على الله سبحانه لكن لمن جد وكد
وتعب في الحلال. "نسأل لله أن يكفينا بحلاله عن حرامه وأن يغنينا بفضله عمن سواه"
ولنتمعن الآيات القرآنية في قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم:
" ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة
ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون"21 الروم فمقام المودة والرحمة هو المقام
الأساس في الحياة الزوجية ولا يمكن الوصول إليه إلا بالتفاهم والتآلف ,
بتآلف الزوج لقلب زوجته وتآلف الزوجة لقلب زوجها وبتفهم الزوج لهموم
زوجته ومشاكلها وتفهم الزوجة مشاكل الزوج وهمومه
ومن الأحاديث التي تحض على التفاهم والتآلف ما رواه المغيرة بن شعبة أنه خطب
امرأة فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما "
ومعنى قوله أحرى أن يؤدم بينكما أي أحرى أن تدوم المودة بينكما.
ولكل شخص طباعه الخاصة التي أمتعه الله بها فهو يعيش في هذه الطباع ويركن إليها،
وتظهر هذه الطباع أكثر ما تظهر في حالات السرور الشديد والحزن الشديد.
ولما كان الله سبحانه وتعالى قد جعل عقد الزواج على نية الديمومة بين الزوجين
كان لا بد لكلا الزوجين أن يسيرا باتجاه بعضهما اتجاها إيجابيا يحققا من خلاله
التآلف المنشود والتفاهم المقصود ويحطمان كل ما يقف في طريق سعادتهما
فعلى كل زوجة أن تفهم زوجها وعلى كل زوج فهم زوجته .
ولننظر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم كيف كان يعرف زوجاته حق المعرفة حيث
روى الإمام مسلم والإمام أحمد عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال لي رسول الله
صلى الله عليه وسلم : " إني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت علي غضبى"
قالت فقلت من أين تعرف ذلك فقال : " أما إذا كنت عني راضية فإنك تقولين
لا ورب محمد وإذا كنت علي غضبى قلت لا ورب إبراهيم" قالت: قلت أجل والله
يا رسول الله ما أهجر إلا اسمك"
فها هو النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا في هذا الحديث المبارك الاهتمام بطبيعة
المرأة ومعرفة أحوالها والتصرف معها في كل حالة بما يقتضيها وهذا أدعى إلى
عدم الخلط ومعرفة الأحوال وبالتالي يصل باستقراء أحول زوجته إلى الحكم
الصحيح عليها فيعامله بما تقتضيه القرائن .
والمرأة مطالبة بمعرفة طباع زوجها وأحواله الخاصة والتعامل معه بصدق وإخلاص
ومعرفة واجباتها نحوه وهو بالتأكيد سيقوم بواجبه نحوها ولتهيئ له الجو
المناسب والراحة ليسيرا سويا بسفينتهم إلى بر الأمان .
والله لست أتحدث عن الحياة المثالية ولا المدينة الفاضلة التي لا وجود لها"
"لأنها موجودة إن نحن أردنا ذلك...بالقليل من الصبر والإيمان والتوكل...
ونسأل الله أن يوفقنا في ذلك..
كلنا نغضب، نفرح ونحزن وهي طبيعتنا نحن البشر ولا يمكن أن نزعم عكس ذلك...
ولكن يجب على معشر النساء أيضا الحفاظ على بيوتهن وبيدهن معاول هدمها...
فمن أحسنت وزرعت طيبا ستحصد طيبا لا محال وكل شيء في أوانه...
أما عند الابتلاء نسأل الله أن يلهمنا الثبات والرشاد والحكمة والصبر وأن يبدلنا
ويعوضنا خيرا إن شاء الله
فالزواج إذا شرعة الله وهو الرباط الوثيق الذي يربط الرجل بالمرأة على المودة
والرحمة التي تحفظ ديمومته فالزواج لم يكن أبدا مجرد شهوة يتساوى فيها
الإنسان والحيوان وإنما هذا الأمر العظيم كان داعما للرابطة الزوجية جامعة
وضابطة لها فمتى ما تزوجت المرأة أصبحت شريكة لزوجها في كل شؤون
الحياة وصار لزوجها عليها حقوق يجب أن تؤديها ولا تقصر فيها، وإلا كانت
آثمة ومسئولة عن ذلك أمام الله مثلما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم
في قوله: "والذي نفسي بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها"
وللزوجة أيضا حقوق على زوجها نظمها الإسلام وأوضحتها الشريعة الإسلامية،
وفي ذلك أيضا ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم : "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي".
في النهاية أقول الله يهدينا جميعا لنكون ازواج صالحين لزوجات صالحات.
ويوفقنا رب العالمين لخير الخيرين في الدارين.
ويبقى هذا الرأي رأيي والله الموفق
*********