houda عضو جديد
عدد المساهمات : 5 تاريخ التسجيل : 18/10/2010 العمر : 39
| موضوع: الرياء و خطورته على الانسان الأربعاء أكتوبر 20, 2010 5:34 pm | |
| الرِّياء خطره وأنواعهمنالأدواء المهلكة، والأمراض الفاتكة، والخسائر الفادحة الرياء، حيث فيه خسارة الدينوالآخرة، ولهذا حذر منه المتقون، وخافه الصالحون، ونبه على خطورته الأنبياءوالمرسلون، ولم يأمن من مغبته إلا العجزة، والجهلة، والغافلون، فهو الشرك الخفي،والسعي الرديء، ولا يصدر إلا من عبد السوء الكَلَِّ المنكود.الرياءكله دركات، بعضها أسوأ من بعض، وظلمات بعضها أظلم من بعض، وأنواع بعضها أخس وأنكد من بعض، فمنه الرياء المحض، وهو أردأها، ومنه ما هو دون ذلك، ومنه خطرات قدأفلح من دفعها وخلاها، وقد خاب من استرسل معها وناداها.فالعمللغير الله أنواع وأقسام، كلها مذمومة مردودة، ومن الله متروكة، فالله سبحانهوتعالى أغنى الشركاء، وأفضل الخلطاء، فمن أشرك معه غيره تركه وشركه، فعن أبي هريرةرضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يقول الله تبارك وتعالى: أناأغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه".1وفيرواية لابن ماجة: "فأنا منه بريء وهو للذي أشرك".2والأنواعهي3:1. الرياء المحضوهوالعمل الذي لا يُراد به وجه الله بحال من الأحوال، وإنما يراد به أغراض دنيويةوأحوال شخصية، وهي حال المنافقين الخلص كما حكى الله عنهم:"وإذاقاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلاً".4"ولاتكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطراً ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله".5"فويلللمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراؤون ويمنعون الماعون".6وهذاالنوع كما قال ابن رجب الحنبلي يكون في الأعمال المتعدية، كالحج، والصدقة،والجهاد، ونحوها، ويندر أن يصدر من مؤمن: (فإن الإخلاص فيها عزيز، وهذا العمل لايشك مسلم أنه حابط، وأن صاحبه يستحق المقت من الله والعقوبة).2. أن يرادبالعمل وجه الله ومراءاة الناسوهونوعان:أ. إما أن يخالطالعملَ الرياءُ من أصلهفقدبطل العمل وفسد والأدلة على ذلك بجانب حديث أبي هريرة السابق:· عنشداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من صلى يرائيفقد أشرك، ومن صام يرائي فقد أشرك، ومن تصدَّق يرائي فقد أشرك، وإن الله يقول: أناخير قسيم لمن أشرك بي شيئاً، فإن جدة عمله قليله وكثيره لشريكه الذي أشرك به، أناعنه غني".7 ·وعن أبي سعيد بن أبي فضالة الصحابي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذا جمع الله الأولين والآخرين ليوم لا ريب فيه، نادى منادٍ: من كان أشرك فيعمل عمله لله عز وجل فليطلب ثوابه من عند غير الله عز وجل، فإن الله أغنى الشركاءعن الشرك".8 ·وخرج الحاكم من حديث ابن عباس: "قال رجل: يا رسول الله: إني أقف الموقف وأريدوجه الله، وأريد أن يُرى موطني، فلم يرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتىنزلت: "فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربهأحداً".9"10قالابن رجب: (وممن روي عنه هذا المعنى، وأن العمل إذا خالطه شيء من الرياء كانباطلاً: طائفة من السلف، منهم عبادة بن الصامت، وأبو الدرداء، والحسن، وسعيد بنالمسيب، وغيرهم.ومنمراسيل القاسم بن مُخَيْمِرَة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يقبلالله عملاً فيه مثقال حبة من خردل من رياء".ولانعرف عن السلف في هذا خلافاً، وإن كان فيه خلاف عن بعض المتأخرين).ب. وإما أن يطرأ عليهالرياء بعد الشروع في العملفإنكان خاطراً ماراً فدفعه فلا يضرُّه ذلك، وإن استرسل معه يُخشى عليه من بطلان عمله،ومن أهل العلم من قال يُثاب ويُجازى على أصل نيته.قالابن رجب: (وإن استرسل معه، فهل يحبط عمله أم لا يضره ذلك ويجازى على أصل نيته؟ فيذلك اختلاف بين العلماء من السلف حكاه الإمام أحمد وابن جرير الطبري، ورجحا أنعمله لا يبطل بذلك، وأنه يُجازى بنيته الأولى، وهو مروي عن الحسن البصري وغيره.ويستدللهذا القول بما خرجه أبو داود في "مراسيله"11 عن عطاء الخرساني أن رجلاً قال: يا رسولالله، إن بني سَلَمَة كلهم يقاتل، فمنهم من يقاتل للدنيا، ومنهم من يقاتل نجدة،ومنهم من يقاتل ابتغاء وجه الله، فأيهم الشهيد؟ قال: كلهم، إذا كان أصل أمره أنتكون كلمة الله هي العليا".وذكرابن جرير أن هذا الاختلاف إنما هو في عمل يرتبط آخره بأوله، كالصلاة، والصيام،والحج، فأما ما لا ارتباط فيه، كالقراءة، والذكر، وإنفاق المال، ونشر العلم، فإنهينقطع بنية الرياء الطارئة عليه، ويحتاج إلى تجديد نية.وكذلكروي عن سليمان بن داود الهاشمي12 أنه قال: ربما أحدث بحديث ولي نية، فإذاأتيت على بعضه تغيرت نيتي، فإذا الحديث الواحد يحتاج إلى نيات.ولايرد على هذا الجهاد، كما في مرسل عطاء الخرساني، فإن الجهاد يلزم بحضور الصف، ولايجوز تركه حينئذ فيصير كالحج). 3. أن يريدبالعمل وجه الله والأجر والغنيمةكمنيريد الحج وبعض المنافع، والجهاد والغنيمة، ونحو ذلك، فهذا عمله لا يحبط، ولكنأجره وثوابه ينقص عمن نوى الحج والجهاد ولم يشرك معهما غيرهما.خرجمسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى اللهعليه وسلم قال: "إن الغزاة إذا غنموا غنيمة تعجلوا ثلثي أجرهم، فإن لم يغنمواشيئاً تمَّ لهم أجرُهم".13 ورويعن عبد الله بن عمرو كذلك قال: "إذا أجمع أحدكم على الغزو فعوضه الله رزقاً،فلا بأس بذلك، وأما أن أحدكم إن أعطي درهماً غزا، وإن مُنع درهماً مكث، فلا خير فيذلك".وقالالأوزاعي: إذا كانت نية الغازي على الغزو، فلا أرى بأساً.وقالالإمام أحمد: التاجر، والمستأجر، والمكاري أجرهم على قدر ما يخلص من نيتهم في غزاتهم،ولا يكون مثل من جاهد بنفسه وماله لا يخلط به غيره.وقالأيضاً فيمن أخذ جعلاً على الجهاد إذا لم يخرج لأجل الدراهم فلا بأس أن يأخذ، كأنهخرج لِدِينه، فإن أعطي شيئاً أخذه.وقالابن رجب: (فإن خالط نية الجهاد نية غير الرياء، مثل أخذ أجرة للخدمة، أوأخذ شيء منالغنيمة، أوالتجارة، نقص بذلك أجر جهادهم، ولم يبطل بالكلية..وهكذايقال فيمن أخذ شيئاً في الحج ليحج به، إما عن نفسه، أوعن غيره، وقد روي عن مجاهدأنه قال في حج الجمَّال، وحج الأجير، وحج التاجر، هو تمام لا ينقص من أجورهم شيء،وهو محمول على أن قصدهم الأصلي كان هو الحج دون التكسب.4. أن يبتغي بعمله وجه الله فإذا أثني عليه سُرَّ وفرح بفضل الله ورحمته فلا يضره ذلكإن شاء اللهفعنأبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سُئل عن الرجل يعمل العمللله من الخير، ويحمده الناس عليه، فقال: "تلك عاجل بشرى المؤمن".14وفيرواية لابن ماجة: "الرجلُ يعمل العمل لله فيحبُّه الناس عليه".15 وعنأبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال: يا رسول الله، الرجل يعمل العمل فيُسِِرُّه،فإذا اطلع عليه، أعجب، فقال: "له أجران: أجر السر وأجر العلانية".16 قالابن رجب: (وبالجملة، فما أحسن قول سهل بن عبد الله التُستري: ليس على النفس شيءأشق من الإخلاص، لأنه ليس لها فيه نصيب.وقاليوسف بن الحسين الرازي: أعز شيء في الدنيا الإخلاص، وكم أجتهد في إسقاط الرياء عنقلبي، وكأنه ينبت فيه على لون آخر.وقالابن عيينة: كان من دعاء مطرِّف بن عبد الله: اللهم إني أستغفرك مما تبتُ إليك منه،ثم عدت فيه، وأستغفرك مما جعلته لك على نفسي، ثم لم أفِ لك به، وأستغفرك مما زعمتُأني أردت به وجهك، فخالط قلبي منه ما قد علمتَ).ورحمالله القائل: أستغفرُ الله من أستغفر الله منكلمة قلتها خالفتُ معناهااللهمإنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئاً ونحن نعلم، ونستغفرك لما لا نعلم، وصلى الله وسلمعلى إمام المتقين وسيد المتوكلين المخلصين، وعلى آله وصحبه الغر الميامين. | |
|
maintenance الادارة مؤسس الموقع
عدد المساهمات : 466 تاريخ التسجيل : 07/09/2009
| موضوع: رد: الرياء و خطورته على الانسان الخميس أكتوبر 21, 2010 8:11 am | |
| | |
|