وهذا هو نص الحوار:
من هو شريك حياتي المناسب ؟ أصعب سؤال يواجه الشباب وأسرهم أيضاً ..
والسبب هو اختلاط المعايير وعدم وجود مواصفات محددة أو روشتة مضمونة للزواج الناجح .
الداعية عمرو خالد يحاول أن يخفف حيرة الشباب وآبائهم .. ويقول رأيه بصراحة في مواصفات العريس المناسب وكيف تصل الأسرة إلى قرار بدون إجبار للفتاة .. وفي زواج الصالونات والزواج عن حب . ويؤكد أننا ننسى أو نغفل عن أعظم هاد لنا في كل حيرة وهو القرآن الكريم والسنة الشريفة .. ففي كل منهما المثل والعظة التي تضمن لنا اختيار صحيحا وزواجاًَ موفق
ما الخطوة الأولى التي يقدم عليها الإنسان عندما يفكر في الزواج ؟
أول خطوة هي تحديد الهدف من هذا الزواج . والمشكلة أن الشاب والفتاة غالباً ما يكونان ليست لديهما أهداف محددة . يريد كل منهما من شريك المستقبل أن يشاركه تحقيق هذا الهدف . لكن يأتي الأمر بصورة عشوائية . بمعنى أن مواصفات شريك الحياة تكون عند الكثير من الشباب غير محددة أو دقيقة . فشريكة الحياة يقول الشاب أنه يريدها طيبة حنون ، وتقول الفتاة أنها تريد منه أن يحافظ عليها ، وأن يكون كريماً
لكن هل هذا الكلام يعد كافيا لاختيار شريك الحياة ؟.. أم أن الأصوب أن يكون لدى هدف معين أريد أن أحققه في الحياة ، وهذا الهدف يتطلب من شريك حياتي أن يقاسمني مسئولية تحقيقه ، وبالتالي فأنا أبحث عن هذا الشريك الذي يصلح لأداء هذه المهمة
خفيف الدم .. لا يكفي !
هل الهدف ينحصر في كونه هدفاً مادياً أو اقتصادياً ، أم يمكن أن تكون رغبتي في إنجاب أطفال لهم سمات معينة ؟
كل شاب قبل أن يتزوج يتساءل عن هدفه في الحياة . وكل فتاة تحلم بإنجاب شاب او فتاة تقوم بتربيتهما على أنهما سيقومان بتجديد مستقبل الأمة .
وبالتالي فإن اختيار شريك الحياة ستكون له مواصفات تختلف عن الفتاة التي تريد زوجاً خفيف الدم فقط .
هل تعتقد أن هناك فتاة الآن تفكر في إنجاب ولد باعتبار انه سيكون صلاح الدين الجيل القادم أو خالد بن الوليد ؟
لكي نكون واقعيين ، لا توجد فتاة تفكر في ما نتحدث فيه الآن ..
وأنا أقول أن الفراغ وعدم وجود أهداف ، يؤدي أحيانا لزيجات كثيرة فاشلة .. وكل الزيجات التي تفشل سببها عدم وجود هدف واضح قبل الزواج . ومن أهم أسباب ارتفاع نسبة الطلاق عدم وجود مواصفات معينة لاختيار الزوجة .
وبمناسبة الهدف .. هناك قصة للأطفال في أوروبا ، يعرفها أطفالنا أيضاً اسمها " أليس في بلاد العجائب " القصة تحكي أن اليس بينما كانت تمشي ، وجدت نفسها عند مفترق طرق تتفرغ منه ثلاث طرقات ، فتسأل الأرنب : في أي الطرق أسير ؟. قال لها : يا إليس .. إلى أي مكان تتجهين ؟. قالت : لا اعرف . قال لها : ما دمت لا تعرفين ، يمكنك المشي في أي طريق .
سن النضج
المشكلة أن الإنسان عندما يقرر الزواج يكون صغير السن ، أي 25 سنة مثلا ، قضى منها 13 عاما في الطفولة ، من هنا تكون خبرته في الحياة لكي يأخذ القرار المناسب بالزواج الذي سيرتبط به إلى أن يصبح عمره 75 عاما ، خبرة ضئيلة ومحدودة .
25 سنة سن صغيرة عندنا نحن فقط . 25 سنة هي حيوية النضج . صحيح أنها ليست حكمة النضج ، لكنها عنفوانه . وهي سن رجل يعتمد عليه . والبنت التي تخرجت في الجامعة وعمرها 22 سنة غير معقول أنها لا تعرف ماذا تريد ؟!
اخطب لابنتك
يقال : اخطب لبنتك ولا تخطب لابنك .. هل هذا المثل صحيح وممكن في حياتنا المعاصرة ؟
هذا المثل صحيح بنص القرآن والسنة . بنص القرآن " قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين " القائل : النبي شعيب . والموجه إليه الكلام : سيدنا موسى . يقول له : أنا أريد أن أزوجك واحدة من بناتي . وهذه لفتة جميلة يفتقدها الآباء هذه الأيام . ما حدث أن سيدنا موسى حين قابل البنتين ، أعجب إحداهما . رأت فيه رجلاً ممتلئا بالرجولة ، وأمينا عليها ، وقويا ، ودمث الأخلاق . لم يتعامل شعيب الأب مع مشاعر البنت على أنها عيب أو شئ يجب إخفاؤه . البنت ذهبت إلى أبيها تقول له : يا أبت أستأجره ، أن خير من استأجرت القوى الأمين .
شعيب فهم ابنته ، ووجد أن ابنته تعبر عن الإعجاب بهذه الكلمات المؤدبة ، فلم يجد حرجا في أن يلبي لابنته رغبتها .
انظر إلى هذا الرقي في التعامل وفي فهم نفسية البنت . هناك آباء الآن لا يعرفون شيئا عن أخبار بناتهم . هناك بنات يتعاطين المخدرات والأب لا يعرف . لكن شعيب بتلميحه من البنت لم يجد حرجا في أن يتوجه إلى موسى ليقول له : أني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين ، منذ 2500 عام . وانظر إلى إشارات القرآن للغة التفاهم بين الأب وابنته . من يستطيع القول بعد هذا أن القرآن لا يحترم مشاعر المرأة أو قضية الحب ؟.. أنا أشعر بحزن حين أجد شابا وفتاة يريدان الزواج ، والأهل يقفون ضد رغبتهما ، رغم أن الشاب لا يوجد به ما يعيبه . هذا الموقف أحيانا يكون شديد التعسف .
عمر وحفصة
والسنة تقول لنا أن عمر بن الخطاب حين ترملت ابنته السيدة حفصة ، ذهب إلى أبي بكر الصديق يعرض عليه أن يتزوج حفصة .
وحين قال له أبو بكر أنا لا أرغب في الزواج الآن لم يجد في ذلك جرحاً أو إهانة ، فذهب إلى عثمان بن عفان وقال له : أنا اعرض عليك الزواج من ابنتي . فقال له : أنا لا أرغب في الزواج . فشعر بالحزن وسكت . ثم فوجئ بالنبي صلى الله عليه وسلم يطلب منه الزواج من حفصة ، وتبين له أن أبا بكر وعثمان كانا قد علما برغبة النبي في الزواج منها ، لهذا رفضا عرض عمر .
ليس معنى ذلك أن يذهب الأب ليعرض زواج ابنته على شاب دون موافقتها ، هذا ليس من الإسلام . لان موافقة البنت ورضاها شرط من شروط صحة الزواج . على الأب أن يختار العريس ثم يأخذ موافقة البنت عليه أولاً .
ليس معنى ذلك أن كل الأباء لا بد أن يبحثوا عن عرسان لبناتهم ، إنما إذا وجد أب الفرصة سانحة فعليه ألا يتردد . وعليه أن يستخدم حكمته وذكاءه
هل تزوج سيدنا موسى الفتاة فعلا وكانت زواجا ناجحا ؟
نعم ، وهي التي سافرت معه ، ثم عاد بها إلى مصر . الزواج تم ونجح وأدى إلى استقرار في حياة سيدنا موسى
معايير الاختيار
ما المعايير الشخصية والأسرية التى يضعها المرء فى اعتباره عندما يشرع فى البحث عن زوجة أو زوج؟
أحيانا بعض المتدينين والمتدينات يقولون إن شريك الحياة لو متدين ، هذا يكفى. بصرف النظر عن المستوى الاجتماعى والمستوى الثقافى.والعكس. بمعنى أن بعض الناس يكتفون بأن المستوى الاجتماعي والثقافي متقاربان ولا تهمهم قضية التدين . فالبنت تكون متدينة والشاب بعيد جداً عن التدين ، لا يصلى ويفعل الكبائر ، فيقولون : ربما يتدين بعد ذلك ويتوب .
وأنا أقول إن الموقفين خطأ . فالدين وحده لا يكفى لضمان التكافؤ ، ولا المستوى الثقافى والاجتماعى يكفى لضمان التكافؤ بمعنى أن مسألة التكافؤ ضرورة لاستمرار الزن يدخل فى هذا؟
كلمة التكافؤ الاجتماعى والتكافؤ الثقافى والتكافؤ الدينى والتكافؤ فى السن.
وأنا لم أضم التكافؤ المادى إلى هذه العناصر ، لأن التكافؤ المادى غير مهم إذا كان هناك تكافؤ إجتماعى وثقافى . وأنا مقتنع بهذا.
أما التكافؤ فى السن فهو قضية أساسية ، لكنه أحياناً يكون مسألة نسبية . فقد تكبر البنت الولد بسنة ،
لكن كل العناصر الأخرى تكفل لهما زواجاً ناجحاً دينياً وثقافياً واجتماعياً ، إضافة إلى الحب الذى يربط بينهما .
هنا يتوقف نجاح الزواج على مدى قبول الشاب لحقيقة أن الفتاة تكبره بعام مثلا. لو شعر أن هذا الفارق فى السن سيضايقه فلا داعى لإتمام الزواج. لكن لو كان الشاب شخصية قوية ، والبنت تعطيه حقه كرجل ورب للأسرة فلا مشكلة فى إتمام هذا الزواج
لكن لو كان الرجل أكبر من البنت بـ 15 سنة فهذا قد يؤدى لمشاكل فى المستقبل بينهما . ربما كانا لا يشعران
البنات الآن يخترن الرجال الأكثر تقدما فى العمر ،باعتبار أن هذا الشريحة من الرجال كونت نفسها ماديا ، وأنهم أكثر نضجاً وحكمة وثقافة ، الرجل يكون فى سن أبيها وتقبل الزواج منه ما قولك فى هذا؟
هذا الكلام صحيح.. فهدف الزواج فى النهاية إقامة أسرة قوية ، والأسرة القوية هى حجر الأساس الذى يقيم المجتمع القوى.
والزوجة التى تقبل ذلك ، تدفع نفسها إلى كارثة فى المستقبل هذه الكارثة يمكن أن تكون أخلاقية ، أو تكون عدم احترام النفس.
ويمكن أن تكون المرأة عفيفة ومحترمة ، لكنها تشعر بالعجز عن احتمال الحياة فى هذه الظروف التى دفعت نفسها إليها.
والكارثة أيضا بالنسبة للأولاد ، عندما يكبرون فيرون هذا الفارق الضخم فى السن . فيشعرون أن أمهم باعت نفسها من أجل المال ، وأن والدهم قبل ذلك . لهذا أحذر البنات من الوقوع فى هذا الفخ.
المشكلة الحقيقة أن كل بنت تريد أن تعيش فى نفس المستوى الذى تعيش فيه فى بيت أبيها ، ونسيت أن والدها وأمها عندما بدأ حياتهما ، بدأ بنفس المستوى الذى عليه الشاب الذى لم يكون نفسه مادياً
خطوط حمراء
ما الفوارق التى تشكل خطوطا حمراء يجب تجنبها عند اختيار شريك الحياة؟
لا ينبغى للآباء أن يطلبوا من ابنتهم المتدينة الزواج من شاب لا يصلى وغير متدين مهما كانت ميزاته الأخرى.
زواج الإنترنت
هل الزواج عن الحب أو زواج الخاطبة أو زواج الصالونات أفضل طريقة للبحث عن عريس أو عروس؟
بنات كثيرات أصبحن يبحثن عن الفرص الجيدة للزواج فى النادى أو العمل بطرق مختلفة. فى الماضى كان المجتمع مغلقاً ، وكانت الفرصة الوحيدة هى زواج الصالونات والخاطبة، الآن نسمع عن زواج الإنترنت
الفتاة تتعرف على الشاب عن طريق "الشات" وأنا أعرف زيجات تمت عن هذا الطريق . وإن كان 90% من علاقات الإنترنت تنتهى بمصائب.
لا بد أن نعترف بأن لدينا مشكلة الآن فى كيفية وصول الفتاة إلى العريس المناسب وكيف يصل الشاب إلى العروس المناسبة ؟ نحن الآن نلخبط . شباب كثيرون يرون أن زواج الصالونات أصبح عيباً وتقليعة قديمة ، مع العلم أن معظم علماء الاجتماع وعلم النفس يؤكدون أن معظم حالات الفشل فى الزواج والطلاق المبكر ، هى فى حالات الزواج عن الحب ، وأن زواج الصالونات هو الذى يصمد على الأقل مدة سبع سنوات.
زيجات زمان هى التى استقرت أما فكرة النبات بأن تحب أولاً لكى تعرف الشاب المرشح للزواج. هى نفسها فكرة الغرب المسماه "بوى فرند" و "جيرل فرند" . ونحن قلنا قبل ذلك أن 4% فقط من حالات الحب هى التى تنتهى بالزواج ، وأن 90% من الذين يتزوجون عن حب ينفصلون ، بعد أن تسقط هالة الحب. والسبب أن البنت أحبته لمدة خمس سنوات ، لكن لم تر شكله عندما يصحو من النوم ، وهو أيضا متعود عليها بالماكياج والعطر ، بعد الزواج تراه بشعره المنكوش عندما يصحو من النوم لأول مرة ، وتشم رائحة فمه قبل أن يغسله بالمعجون ، وهو أيضاً يشم فيها رائحة البصل.
هى تراه شخصاً آخر فى كل حالات الغضب والانفعال غير الذى تعودت أن تراه ، وهو يراها إنسانة أخرى غير التى تتجمل قبل أن تلقاه. هنا تحدث الصدمة.
أريد من الآباء والأمهات أن يشتركوا مع الفتاة أكثر من ذلك فى اختيار العريس المناسب . الحل هو أن يشارك الأب والأم الأبناء فى اختيار شريك الحياة ويفكروا معا . لا بد أن يكون هناك تفاعل داخل البيت وحوار حول هذه المسألة المصيرية . وأن يتدخلوا مثلا لترتيب لقاء فى النادى تحت رعايتهم ليتعرف كل منهما على الآخر . العائلات المترابطة تفعل ذلك.
أو
ماذا لو تهافتت الأم على العريس لكى يتزوج ابنتها ؟
علينا أن نكون منطقيين ، ونضع أنفسنا مكان أم عثرت على عريس مناسب جداً أو " لقطة " لبنتها . فتحاول أن تساعد ابنتها فى هذه الزيجة. هل هى بهذا أخطأت ؟ هى لم تخطئ ، لكن على الأم فى الوقت نفسه أن تحرص على كرامة العرض ، لتحفظ كرامة ابنتها حتى لا تعاير فى يوم من الأيام . ولا يصح للعريس أن يرى فى ذلك عيباً.