ألقضاء والقدر
سؤال إلى ألذهن ؟
دائما يتبادر سؤال إلى ألذهن ويتسائل عنه الكثيرين :
هل ألإنسان مسير أم مخير ؟
هل الشقاء للشقى مكتوب عليه من الله ؟
أم هناك عناصر أخرى تتدخل فى هذا الشقاء ؟
الجواب :
أولا قبل أن نبدأ لنعلم أنه نهانا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن الخوض فى مسألة القضاء والقدر و قال ( أبهذا أمرتم أم بهذا بعث فيكم إنما هلك من كان قبلكم بالمراء ) كان هذا بعد أن رأى بعض الصحابه يخوضون فى الكلام فى القضاء والقدر وفى غيره من المسائل التى لا تدخل تحت فهم العقول .
إليكم حوار دار بين الشيخ محمد عبده و أحد المتسائلين :
المتسائل : هل ألإنسان مخير أم مسير ؟
الشيخ : فى الشرق هنا مسير ولكن فى الغرب مخير
المتسائل: كيف ؟
الشيخ : إنهم هناك فى الغرب علموا أنهم مخيرون وأن الله منحهم عقولا بها يميزون فتطوروا وإخترعوا وتقدموا ونحن هنا قلنا أننا مسيرون فشبهنا أنفسنا بألحيوانات فربط المخيرون الحبال فى أعناقنا وجرونا خلفهم وهذا من الناحيه السياسيه أما الناحيه الدينيه فأعلم أن المسير أحد ثلاثه وذكر الحديث ( رفع القلم عن المجنون حتى يفيق وعن النائم حتى يستيقظ وعن الصبى حتى يبلغ ) فأين أنت من ألثلاثه ؟
إذا لم تكن منهم فأنت مخير. ( وهذه هى الحجه ) إنتهى الحوار
ونضيف أن هناك أشياء نحن فيها مسيرين مثل الوجوديه و طلوع الشمس و غروبها طلوع القمر وهبوب الرياح و الزلازل و البراكين وغيره من الظواهر الطبيعيه .
وسوف أسوق وأبحر معكم فى آيات الله لعل لا يفتن من ليس له علم بالله
مثل ( فلو شاء الله لهداكم أجمعين ) السجده12
( ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول منى لأملأن جهنم من الجنة و الناس أجمعين ) السجده13
( إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ) يونس 96
( وما تشاءون إلا أن يشاء الله ) ألإنسان 30
( لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ) التويه 51
والجواب على هذا أن الله سبحانه وتعالى بقدرته البالغه وحكمته لما أراد أن يخلق جعل نوعان لا يستطيع المعصيه الملائكه( لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ) التحريم 6 . ولا تصدقوا الذين يقولون أن هاروت و ماروت كانا من الملائكه ونزلا فى الأرض وزنيا بإمرأه فهذا كله ضلال .
النوع الثانى الجماد فلا حركه ولا غوايه
النوع الثالث الحيوان و النبات
النوع الرابع وهو ابن آم فقد خلقه الله لأن يكون فى صف ألملائكه وقابلا لان يكون فى صف الحيوانات وقابلا لأن يكون فى صف الشياطين وكل ذلك بواسطة العقل وأنزل الله له رسلا مبشرين ومذرين ليدرك بعقله الذى وهبه إياه ويختار الطريق الذى يريد أن يسلكه .
ولا يمكن لمؤمن صحيح ألإيمان أن ينكر أن هناك الكثير و الكثير مما يسير ألإنسان ولا يخير . وأما ما يدبر ويخطط له و بعقولهم وباشروه بأيديهم فمن العدل أن يحاسبوا عليه والله يقول الحق وهو يهدى السبيل .
هناك الكثير يقال فى سياق هذا الموضوع وأكتفى بهذا القدر لعل يكون فيه ألإفاده .
وبالله ألتوفيق والهدايه
أبوبكر