البرنامج الاستعجالي

البرنامج الاستعجالي

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

العلم : 27 - 10 - 2010
يدخل البرنامج الاستعجالي كبرنامج طموح ومجدد سنته الثانية، وقد استطاع منذ الموسم الماضي خلق نوع من الجدال داخل الأوساط التربوية، وبين المسؤولين على تنزيله على جميع المستويات، حتى أضحى شغلهم الشاغل هو البرنامج الاستعجالي ومشاريعه ومجالاته وكيفية التعامل معها، وهمت المشاريع الأربعة مجالات حاسمة، وهي: التحقيق الفعلي لإلزامية التعلم إلى غاية 15 سنة، ومجال حفز روح المبادرة والتميز في الثانوي التأهيلي والجامعة، ومجال مواجهة الإشكالات الأفقية للمنظومة التربوية، ومجال وسائل النجاح.
ويدخل المخطط الاستعجالي سنته الثانية محملا بحصيلة لا يستهان بها فيما يخص توسيع العرض التربوي عن طريق الزيادة في عدد المؤسسات العمومية، حيث تم إحداث 168 مؤسسة تعليمية، لكن هذا تم في غياب تشخيص دقيق لضبط خارطة هذه المؤسسات، كما أن هناك مؤسسات لا زالت تئن تحت وطأة التشققات والتصدع، وغياب ربطها بالصرف الصحي الذي لم يتجاوز 45،6% ونفس الشيء يقال عن الربط بشبكتي الماء والكهرباء.
كما يدخل المخطط الاستعجالي سنته الثانية محققا لنتائج لا يمكن التغاضي عنها فيما يخص مواجهة المعيقات السوسيواقتصادية وذلك بتوفير المأوى والإطعام والنقل واللوازم المدرسية، فقد ارتفع عد المستفيدين من المطاعم والداخليات بزيادة وصلت إلى 8،85% بالثانوي التأهيلي، غير أن هذه الأرقام وغيرها من التقارير الخاصة بتقييم حصيلة سنة تتحدث في كثير منها عن الكم وتغييب الكيف: فالداخليات والمطاعم المدرسية وكذا الوجبات التي تقدمها لا زالت على حالها، إن لم نقل تدهورت... وتبقى "عملية مليون محفظة" وعملية "تيسير" من النقط المضيئة في السنة الأولى والثانية انطلاقا مما حققتاه خصوصا في المناطق الأكثر هشاشة، رغم ما قيل حول عملية مليون محفظة هذه السنة بالاعتماد على أقل الأسعار دون مراعاة الجودة وهو ما جعل بعض المتعلمين يستغنون عن محافظهم مكرهين بعد تمزقها أقل من أسبوع على الدخول المدرسي.
ويدخل المخطط الاستعجالي سنته الثانية ومبادرة إحداث أقسام للتعليم الأولي بالمدرسة العمومية خاصة بالوسط القروي لا زالت تراوح مكانها، اللهم بعض المدن المحظوظة التي استفادت من ذلك في إطار شراكة مع مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية عبر إحداث 17 مدرسة نموذجية.
ويدخل المخطط الاستعجالي سنته الثانية ومؤشر الاكتظاظ في ارتفاع، حيث انتقل في التعليم الابتدائي من 7% إلى 7،5% وفي التعليم الثانوي من 26% إلى 28% حسب إحصائيات وزارة التربية الوطنية، الأمر نفسه بالنسبة لمؤشر الانقطاع المدرسي، حيث وصل إلى 3،3% بالابتدائي و12،9% بالإعدادي و13% بالنسبة للثانوي.
ويدخل المخطط الاستعجالي سنته الثانية وجيل مدرسة النجاح في موسمه الثاني كذلك، وحسب الوزارة فإن النتائج المتوفرة تشير إلى تحقيق تحسن ملموس في نسب النجاح وصل إلى 98% ببعض النيابات، غير أن هذه النسبة تخفي ورائها ما تخفيه، فعملية الانتقال تتم بمعدل 3/5 أو حتى 2/5 إضافة إلى الاكتظاظ المهول فأي مدرسة نجاح وعدد التلاميذ يتجاوز 50 تلميذا؟
جميل أن تتقدم البرامج والمشاريع وأن تتنوع مجالات الاشتغال والتدخل وهو ما جاء به البرنامج الاستعجالي، لكن الأجمل أن تكون أرضية تطبيقها منبسطة وطيعة لتساعد على تدارك التعثرات والرفع من المردودية الداخلية لمنظومة التربية والتكوين.

/////////////////