كيف تستطيع أن تتغير ؟

أحبائى الكرام

طريقة مدهشة للتعامل مع التفيير

فى عملك وفى حياتك

=============

وقع تحت يدى كتاب بإسم

من الذى حرك قطعة الجبن الخاصة بى

للمؤلف

سبنسر جونسون

والذى قام بكتابة مقدمته

كينيت بلانشارد

مؤلف كتاب :

مدير الدقيقة الواحدة

أكثر طرق الإدارة شيوعا فى العالم

وذلك منذ أربعة أعوام

وحاولت تطبيق ما فيه من فوائد

التغيير ولم أفلح

ولكن أخيرا نجحت بعد أن هيأت نفسى

للتغيير

وكانت تجربة أتت بثمارها

فقررت أن أضع هذا الكتاب بين أيديكم

للإستفادة الجماعية

شرط أن يكون الإنسان عنده الإستعداد

وسوف أنقله لكم على حلقات

متتالية بنصة كاملا

وهذا الكتاب صادر من مكتبة

جرير

عام 2004

وأرجوا عدم كتابة مشاركات أو ردود إلا بعد

كلمة النهاية

مع رجاء من الإدارة التثبيت

لأهمية هذا المرجع

مع خالص شكرى

الحلقة الأولى :

ماذا قالوا عن هذا الكتاب

ديفيد أ . هيتان عضو مجلس إدارة

بمركز الإدارة بيترف . دروكر :

من فترة لأخرى يبرز إلينا كتاب يفتح أمامنا

أبواب المستقبل , ولقد كان لهذا الكتاب مثل

ذلك التأثير فى نفسى ,فقد فتح سبنسر

جونسون عينى على التغيرات التى قد تحتاج

حياتى قبل أن أتمكن من تحديدها , ولابد أن

يكون هو دليلك فى هذه الألفية الجديدة

ميخائيل مورى - نائب رئيس شركة

إيستمان كوداك:

الكل يعترف بأن التغيير هو جزء من أعمالنا

لكن القليل منا هم الذين يتوقعونه ويتقبلونه

كحقيقة راسخة فى حياتنا , وعلية يعد هذا

الكاتب كخريطة بسيطة سهلة الفهم لكل منا

أثناء تعاملنا مع الظروف الفردية المحيطة

بالتغيير

المقدم واين واشر

مركز العلوم الزراعية إيه إف بى :

يمكننى أن أتخيل نفسى , وأنا أقرأ هذه

القصة الشائقة لأبنائى وأحفادى فى غرفة

المعيشة فى جو ملئ بالدفء الأسرى

وأتخيلهم وهم يستوعبون الدروس الموجودة

بين طيات هذه القصة

وغيرهم كثيرا

---------------------

ونبدأ القصة

==============

التجمع

شيكاغو

ذات صباح مشمس إجتمع فى شيكاغو

مجموعة من زملاء الدراسة القدامى لتناول

طعام الغذاء معا وكانوا قد حضروا فى الليلة

السابقة حفل التخرج بمدرستهم الثانوية

وأرادوا معرفة المزيد عما حدث لكل منهم

وبعد قضاء بعض الوقت فى المزاح وتناول

الطعام اللذيذ الشهى خاضوا فى حوار شائق

فقالت أنجلا , وقد كانت واحدة من أشهر

تلاميذ الفصل - " إن الحياة بالتأكيد قد مضت

على نحو مختلف عما كنت آراه عندما كنا

بالمدرسة فقد تغير الكثير"

ورد ناثان : " لاشك فى ذلك" وكما يعلمون

فقد عرفوا , أنه كان يقوم بإدارة شركة

أسرته - التى سارت على نفس نهجها

وأصبحت جزءا من المجتمع المحلى لمدة

طويلة - لذلك فقد كانوا مندهشين عندما

بدا عليه الهم والحزن وطرح تسؤلا :

" ولكن الا ترون كيف أننا لا نبغى التغيير

عندما تتغير الأشياء ؟

والإجابة فى الحلقة القادمة

تحياتى

(2 )

قال كارلوس : "أعتقد أننا نقاوم التغيير

لأننا لا نخشاه ؟.

قال جيسيكا "لقد كنت قائد فريق كرة القدم

ياكارلوس , ولا أعتقد قط أنى سمعتك تذكر

أى شئ كونك تخاف "

فضج المكان بالضحك عندما أدركوا أنه على

الرغم من إختلاف توجهاتهم - من العمل

بالمنزل إلى إدارة الشركات - مازالوا يشعرون

بنفس الشعور القديم

لقد كان كل شخص يحاول مجاراة التغيرات

غير المتوقعة التى كانت تحدث لهم فى

السنوات الأخيرة وإعتراف الجميع بأنهم

لا يعرفون طريقة جيدة للتعامل مع هذه

التغيرات

عندئذ قال مايكل " لقد اعتدت الخوف من

التغيير , وعندما حدث تغيير هائل فى أعمالنا

لم نعرف كيف نتصرف حياله , ولذا فلم نؤد أى

شئ بطريقة مختلفة , وكنا على وشك الضياع

وأستدرك قائلا : كان ذلك هو الحال حتى

سمعت قصة طريفة صغيرة غيرت مجرى كل

شئ

سأل ناثان : كيف ذلك ؟

حسنا لقد بدلت تلك القصة الطريقة التى أنظر

بها إلى التغيير , وبعد ذلك تحسنت الظروف

سريعا , فى عملى وحياتى الشخصية

على حد سواء

ثم نقلت هذه القصة إلى بعض الأشخاص

الذين يعملون بشركتنا وتناقلوها فيما بينهم

وسرعان ما تحسن الوضع بالشركة نظرا

لأننا جميعا إنتهجنا سياسة التغيير وغيرنا

نظرتنا أليها وكما هو الحال معى , فقد قال

العديد من الأشخاص أن هذه القصة

ساعدتهم فى حياتهم الشخصية

وتساءلت أنجيلا " وما هى القصة إذا "؟

قال مايكل : " إنها تحمل عنوانا يقول من الذى

حرك قطعة الجبن الخاصة بى ؟ "

وضحك الجميع وقال كارلوس : " أعتقد أننى

أحب الجبن بالفعل, هل لك أن تحكى لنا

قصتها ؟

قال مايكل : " بالتأكيد وبكل سرور , فلن

يستغرق سردها وقتا طويلا

وهكذا بدأ فى سرد القصة

أحبائى الكرام

لو قرأناها للتسلية لن تفيد بل لابد ونحن

نقرأها نتعمق فى فحواها وحتى نستفيد

جميعا وكما أنا عولجت بها نفسيا

القصة

ذاد مرة ومنذ وقت بعيد فى أرض بعيدة , كان

هناك أربع شخصيات صغيرة تجرى داخل

متاهه بحثا عن قطعة جبن تطعمها , لتحيا

حياة سعيدة .

وكان منها فأران اسمهما " سنيف , سكورى"

واثنان قزمان يمثلان فى حجمهما حجم

الفأرين , ولكن تصرفاتهم كانت تشابه كثيرا

تصرفات البشر اليوم وإسماهما " هيم , هاو "

وبفضل حجمهما الصغير كان من السهل عدم

ملاحظة ما كان يقوم به الأربعة , ولكن إذا

نظرت أليهما عن كثب , يمكنك أن تكتشف

أكثر الأشياء إثارة للدهشة

وكان الأشخاص الأربعة يقضون كل يوم داخل

المتاهه باحثين عن الجبن

وكان الفأران "سنيف , سكورى" -وهما لا

يملكان سوى أسنان قارضة وغريزة قوية

يبحثان عن قطعة الجبن اللذيذة التى أحباها

كما هو حال جميع الفئران

أما القزمان " هيم , هاو " فقد استخدما

عقليهما مع الإستعانه بالعديد من المعتقدات

من أجل البحث عن نوع مختلف تماما من

الجبن مميز عن غيره , وكانا يعتقدان أنه

سيجعلهما يشعرون بالسعادة والنجاح

وعلى الرغم من أن هناك اختلافا بين الفأرين

والقزمين , ألا أنهم جميعا يشتركون فى شئ

ما : أن كلا منهم يقوم فى الصباح مرتديا بدلة

العدو وحذاء الجرى تاركين منازلهم الصغيرة

حيث يبدؤون السباق داخل المتاهة باحثين

عن الحبن المفضلة لديهم

والسؤال ماهى هذه المتاهة وأوصفها ؟

هذا ما سنتناوله فى الحلقة الثالثة

إن شاء الله

تحياتى

( 3 )

المتاهه

هى عبارة عن ممرات وحجرات يحتوى بعضها

على جبن لذيذ , ولكن كان بها أركان مظلمة

وممرات مسدوده لا تؤدى إلى شئ وكان من

السهل أن يضل أى شخص فيها

و برغم ذلك فمن يجد طريقة داخل هذه

المتاهه , يجد ما يجعله يستمتع بجياة أفضل

استخدم الفأران -" سنيف و سكورى "طريقة

المحاولة والخطأ البسيطة وغير المجدية

للبحث عن قطعة الجبن , فقد كانا يدخلان

أحد الممرات , وإذا وجداه فارغا تركاه

وانتقلا إلى غيره

وكان سنيف يشم رائحة الجبن بإستخدام

أنفه الكبيرة , وبناء عليه يحدد الإتجاه

ويتقدمه سكورى فى السير , ولكنهما ضلا

الطريق - كماقد تتوقع - لتحركهما فى

الأتجاه الخطأ , وكثيرا ما ارتطما بالجدران

وعلى الرغم من ذلك فقد استخدم القزمان

"هيم - هاو "طريقة مختلفة تعتمد على

قدرتهما على التفكير والتعلم من خبراتهما

الماضية ولكن كانا فى بعض الأحيان

يرتبكان بسبب معتقداتهما وعواطفهما

أخيرا , اكتشف الجميع ما كانو يبحثون

عنه , ووجد كل منهم ذات يوم الجبن

المفضل لديه فى نهاية أحد الممرات فى

"محطة الجبن ج"

وبعد ذلك تعودت الشخصيات الأربع كل

صباح على ارتداء ملابسها والتوجه إلى

"محطة الحبن ج "

ولم ينقض وقت طويل حتى تعود كل منهما

على هذا الروتين فى الوصول ألى قطعة

الجبن

أستمر" سنيف و سكورى" فى الاستيقاظ

مبكرا كل يوم والدخول فى سباق خلال

المتاهه , وعادة ما كانا يتبعان نفس

الطربقة

وحال وصولهما إلى وجهتهما , يتخلص

الفأران من حذاء العدو , ويقومان بربط

حذائيهما حول رقبتيهما , حيث يسهل

عليهما الوصول إليهما سريعا , عندما

يحتاجهما مرة أخرى , ثم يستمتعان

بالجبن

وفى البداية , كان كل يوم القزمان

" هيم - هاو " يقومان بالتسابق

تجاه" محطة الجبن ج " كل صباح

ليستمتعا بالطعم الذيذ لقطعة الجبن

التى طال انتظارها

ولكن بعد فترة , اتبع القزمان روتينا مختلفا

كان" هيم - هو " يستيقظان كل يوم فى

وقت متأخر , ويرتديان ملابسهما فى بطء

ويمشيان الى" محطة الجبن ج" فقد

عرفا مكان الجبن الآن وكيف يذهبان اليه

لم يكن لديهما فكرة عن مصدر الجبن

أو من الذى يضعه فى مكانه وإنما افترضا

وجوده هناك

وبمجرد وصول " هيم - هاو " الى

"محطة الجبن ج " كل صباح , يستقران

ويشعران بأنهما فى منزلهما , ويقومان

بتعليق ملابسهما وخلع حذائهما , وارتداء

خفيهما , وكانا يشعران بالإرتياح والأطمئنان

فى ذلك الوقت لأنهما وجدا الجبن

قال: " هيم " ماأعظم هذا : فها هنا الجبن

يكفينا مدى الحياة وشعر القزمان بسعادة

غامرة وبنجاح باهر , واعتقدا أنهما الآن

يعيشان فى آمان

لم يمضى وقت طو يل حتى اعتبر القزمان

الجبن الذى وجداه فى محطة الحبن ج

خاصا بهما , لقد كان بمثابة مخزن الجبن

الذى انتقلا فى النهاية الى الاقامة بالقرب

منه ورسخا نوعا من الحياة الاجتماعية

حوله

وليشعرا بأنهما فى منزلهما . قاما بتزيين

الجدران ببعض الأقاويل , حتى إنهما قاما

برسم صورة للجبن لرسم الإبتسامة

على وجهيهما من هذه الأقاويل :

"امتلاك الجبن يغمرك بالسعادة"

فى بعض الأحيان , كان القزمان يقومان

باصطحاب أصدقائهما ليرو ا اكوام الجبن

المخزنة لديهما فى محطة الجبن ج

ويشيران أليهما بفخر قائلين :

"ياله من جبن رائع اليس رائعا " وكانا

يتقاسمان الجبن فى بعض الأحيان

مع أصدقائهما وفى أحيان أخرى

لا يقومان بذلك

وكان هيم يردد " إننا نستحق هذا الجبن

فقد تعين علينا العمل بالتأكيد لوقت طويل

وبجد حتى نحصل عليه " ثم يلتقط قطعة

طازجة ويلتهمها

وبعد ذلك يستسلم هيم للنعاس كعادته

فقد كانا يعودان كل يوم إلى منزلهما ممتلئى

المعدة بالجبن , ويعودان كل صباح بثقة

تامة فى الحصول على المزيد

واستمر ذلك لفترة من الزمن

وبعد مرور بعض الوقت , تحولت ثقة القزمان

الى تكبر وغطرسة وسرعان ما أصبحا

واثقين جدا لدرجة أنهما لم يلاحظا ماكان

يحدث

فماذا كان يحدث ؟

هذا ما سنعرفه أن شاء الله فى الحلقة

الرابعة

تحياتى

(4 )

وبمرور الوقت , إستمر الفأران فى طريقهما

فقد كان يصلان مبكرين كل يوم ويشمان

محطة الجبن ج

ويهرولان حولها ويتحسسان المنطقة ليريا

ما إذا كان قد حدث ثمة تغيير عن الأمس

ثم يجلسان ويقضمان الجبن

وذات صباح , وصلا الى محطة الجبن ج

ليكتشفا عدم وجود الجبن ؟!

ولكن لم يندهشا لذلك , حيث إنهما لا حظا

أن مورد الجبن كان يتناقص كل يوم وكانا

مستعدين لذلك المصير الحتمى , وكانا

يعرفان ما سيقومان به

نظرا لبعضهما , وخلعا نعليهما اللذين كانا

قد أحكما ربطهما فى عنقيهما وأعاد

إرتداءهما وأحكما الرباط

ولم يغاليا فى تحليل ما حدث , ولم يكونا

مكبدين بالمعتقدات المعقدة.

فبالنسبة للفأرين كان كل من المشكلة والحل

بسيطا , حيث تغير الموقف فى المحطة ج

لذا فقد قرر الفأران أن يتغيرا .

نظر كلاهما للمتاهه , ورفع سنيف أنفه

وإشتم , ثم أشار برأسه ألى سكورى الذى

انطلق مهرولا خلال المتاهه , بينما تبعه

سنيف باقصى سرعة يتحملها

وانطلقا سريعا بحثا عن جبن جديد

وفى وقت متأخر من نفس اليوم , وصل

القزمان " هيم -هاو " الى محطة الجبن ج

لم يكونا يعيران للتغييرات الطفيفة التى

كانت تحدث كل يوم اهتماما , لذا فقد

اعتبرا وجود الجبن هناك أمر مسلما به

ولم يكون مهيئين لما وجدا

صاح هيم "ماذا ؟! ألا يوجد جبن ؟" وإستمر

فى صباحه يرددها أكثر من مرة وبصوت

عالى وكأن بذلك سيأتى الجبن وأن هناك

شخص ما يعيد لهما الجبن

وأخذ يصرخ قائلا :

من الذى حرك قطعة الجبن الخاصة بى ؟

وأخيرا , وضع يديه على فخذيه واحمر وجهه

وصاح بأعلى صوته "

ليس هذا من العدل

وكل ما فعله هاو هو أنه حرك رأسه فى حالة

من عدم التصديق , فلقد اعتمد هو الآخر

على وجود الجبن فى محطة الجبن ج

وتوقف فى مكانه لوقت طويل فى حالة

من الذهول من هول الصدمة , فلم يكن

مستعدا لهذا

كان هيم يصرخ ببعض الكلمات , ولم يكن

هاو بحاجة إلى سماع ما يقولههيم فلم

يكن يرغب فى التعامل مع ما واجهه , ولذا

فقد أطاح بكل شئ .

لم يكن تصرف القزمان لائقا أو منتجا ولكنه

مفهوما

فالعثور على الجبن لم يكن بالأمر اليسير

وكان يتطلب عملا من جانبهم أعظم من

مجرد الحصول على كم كاف من الجبن

كل يوم

فالعثور على الجبن كان بالنسبة لهما هو

السبيل الذى اعتقدا أنه هو كل ما يحتاجانه

للوصول للسعادة حيث كان ما يرونه عن

مدى أهمية الجبن لهما يقف عند طعمه

اللذيذ

فلأحدهما , كان العثور على الجبن مجرد

شئ مادى أما الآخر فقد كان يعنى له

الإستمتاع بصحة جيدة أو الوصول إلى

الإحساس بوجوده

بالنسبة لهاو

كان الجبن يعنى مجرد الأحساس بالأمان

والشعور بأنه ذات يوم سينعم ببناء أسرة

سعيدة فى كوخ يملؤه الدفئ

أما هيم فالجبن عنده أصبح يعنى الإحساس

بالمسؤولية تجاه الآخرين مع امتلاك منزل

كبير على أحد المرتفعات

ونظرا لأن للجبن أهمية خاصة عندهما

فقد أمضى كلاهما وقتا طويلا فى محاولة

اتخاذ قرار بشأن ما يتعين عليهما فعله

تجاه ما حدث , كل ما كان يفكران فى فعله

هو التحديق فى محطة الجبن ج

الخالية من الجبن ليتيقنا من حقيقة

إختفاء الجبن

وبينما تحرك سنيف و سكورى سريعا

استمر هيم و هاو فى الثرثرة والتلعثم

وصاحا وهذيا بالحديث عن الظلم نتيجة

لما حدث , وبدأ الشعور بالكآبة يسيطر

على هاو , ما الخطب , وما عساه

يحدث إذا لم يكن هناك جبن بالغد ؟

فقد خطط لمستقبله على أساس وجود

الجبن

لم يصدق القزمان ما حدث كيف أمكن أن

يحدث ؟ لم يحذرنا أحد , لم يكن هذه هى

الطريقة التى يفترض أن تسير بها الأمور

وعاد القزمان الى منزلهما فى هذه الليلة

جائعين , مثبطى الهمة ولكن قبل المغادرة

كتبا على الجدار :

"كلما كانت قطعة الجبن هامة بالنسبة

لك , فأنت فى حاجة بها رغم ما تواجهه

صعاب "

والى يوم جديد فى الحلقة الخامسة

إن شاء الله تعالى

تحياتى

( 5 )

وفى اليوم التالى غادر القزمان " هيم و هاو "

منزليهما عائدين ألى محطة الحبن ج مرة

أخرى حيث كانا لا يزالان يتوقعان أن يعثروا

على قطعتهما من الجبن

لم يتغير الموقف , ولم يعد هناك وجود للجبن

ولم يعرفا كيف يتصرفان حيال ما حدث وقفا

متجمدى الحركة مثل تمثالين صامتين .

أغمض هاو عيانه بقدر المستطاع ووضع

يديه على أذنيه وتمنى لو توقف الزمن , فلم

يكن يرغب فى معرفة أن مورد الجبن يتضاءل

تدريجيا , لقد كان مؤمنا بأنها تحركت فجأة

قام هيم بتحليل الموقف مرات ومرات , وأخيرا

سيطر عقله المعقد المكتظ بأفكار الضخمة

على ما حدث , وتساءل :

" لماذا قاموا بذلك تجاهى ؟ ما الذى يحدث

حقا هنا ؟"

وفى النهاية فتح هاو عينيه ونظر حوله قائلا :

" بمناسبة ما حدث أين سنيف و سكورى "

هل تعتقدا أنهما يعرفان شيئا غير ما نعرف" ؟

قال هيم : " ماهو الشئ , الذى قد يعرفانه "

"
وأستطرد هيم قائلا : " ماهما ألا مجرد فأرين

صغيربين , ولا يقومان بشئ سوى الإستجابه

لما حدث حولهما , أما نحن فبشر ونتميز عنهما

يجب أن تكون لدينا القدرة على تفسير ما

حدث , علاوة على ذلك نستحق نصيبا

أفضل "

ما كان ينبغى أن يحدث ذلك لنا وحتى إذا

حدث , فيجب على الأقل أن ننعم بشئ من

الربح والمكسب

ويطرح هاو هذا التساؤل :

" لم يتعين أن نجنى ربحا " ؟

أجاب هيم : " لأننا قزمان "

وأراد هاو أن يعرف ملتزمان تجاه أى شئ ؟

"إننا ملتزمان تجاه جبننا"

تساءل هاو :

" لم "

قال هيم : " لأننا لم نتسبب فى هذه

المشكلة , بل تسبب فيها شخص آخر

ويتعين القيام بأى شئ للخروج من هذا

الموقف "

وإقترح هاو " ربمايتعين علينا أن نكف عن

تحليل الموقف بصورة مبالغ فيها , دعنا ندخل

المتاهه ولنبحث عن جبن جديد"

قال هيم " يا إلهى بل سوف أتطرق إلى

أعماق هذا الأمر "

وبينما كان يحاول كل منهم اتخاذ فرار بشأن

تصرفهما حيال ما حدث كان

الفأران " سنيف - سكورى " قد تغلبا بالفعل

على ما حدث ومضيا فى طريقهما , ودخلا

المتاهه مارين بجمع من الممرات من أعلى

إلى أسفل باحثين عن الجبن , فى كل محطة

جبن يمكن أن يجداها .

ولم يفكر ا فى أى شئء سوى الحصول على

قطعة جبن جديدة

لم يجدا أى شئ لبعض الوقت حتى ذهبا

أخيرا إلى أحد الأماكن بالمتاهه حيث لم

يذهيا أليه أبدا : هذا المكان هو

محطة الجبن ن

وصرخا مبتهجين , لقد وجدا ما كانا يبحثان عنه

, مورد جديد للجبن الجديد

لم يصدقا ناظريهما لقد كان أكبر مخزن للجبن

يمكن لهما كفأرين روئيته

وفى ذات الوقت كان القزمان لا يزالان فى

محطة الجبن ج

يقيمان الموقف وكانا يعانيان من آثار غياب

الجبن , وأصيبا بالإحباط والغضب وبدأ فى

تبادل عبارات اللوم على ما حدث

ومن لحظة لأخرى كان هاو يفكر فى صديقيه

الفأران ويتسائل عما إذا كانا قد توصلا ألى

جبن , واعتقدا بأنهما يمران بوقت عصيب

وإنهما يعانيان من بعض التشكك وعدم

اليقين فى تخبطهما داخل المتاهه , ولكنه

عرف كذلك أنه كان من المرجح أن يستمر

هذا الحال معهما للحظات قليلة

وكان هاو يتخيل فى بعض الأحيان أن الفأران

قد وجدا جبنا وأنهما يستمتعان به , وفكر فى

مدى روعة دخوله فى نوع من المغامرة داخل

المتاهة بغية العثور على جبن جديد طازج

بل كاد يصل فى تخليه ألى حد شعوره بطعم

هذا الجبن الطازج

وكلما كان هاو يرى هذه الصورة فى مخيلته

( أى أنه وجد جبنا جديدا وأنع يستمتع به )

أكثر وضوحا , كان يزيد دخيله لنفسه

وهو يغادر محطة الجبن ج

وفجأة صاح قائلا :

"لنذهب بعيدا عن هنا"

أجاب هيم سريعا " كلا إننى أحب هذا المكان

وأشعر فيه بالراحة , وهذا ما أعرفه بالإضافة

إلى أن المحيط الخارجى محفوف بالمخاطر"

رد هاو قائلا " كلا الأمر ليس كذلك , لقد جربنا

من قبل فى أماكن عدة داخل المتاهه ويمكننا

القيام بذلك مرة أخرى

قال هيم " لقد أصبحت عجوزا جدا للدرجة

التى لا أقوى على فعل ذلك , وأخشى ألا

أكون راغبا فى أن أضل الطريق , وتظهر

سذاجتى , أترغب أنت فى ذلك ؟

عند هذه المرحلة عاد شعور الخوف من

الفشل ليسيطر على هاو وتلاشئ أمله

فى العثور على جبن جديد

لذا إستمر القزمان فى عمل نفس الشئ

كل يوم يذهبان إلى محطة الجبن ج

دون العثور على شئ ثم يعودان ألى منزليهما

محملين بالمخاوف والقلق والإحباط

حاولا إنكار ما حدث لهما ولكنهما عانيا من

صعوبة فى الحصول على قسط وافر من

النوم وضاعت قوتهما فى اليوم التالى

وأصبحا سريعى الغضب

هل ظلوا على هذا الوضع أم تغير

هذا ما سنعلمه بى الحلقة التالية

ان شاء الله

تحياتى

( 6 )

نتابع

لم يعد منزلهما المكان الدافئ كما كان ذاد

مرة , وعانيا من صعوبة فى النوم ورؤية

الكوابيس ليلا والتى تتعلق بعدم عثورهما

على أى جبن

إلا أن هيم وهاد ظلا يعاودان نفس الشئ

بالذهاب ألى محطة الجبن ج والإنتظار

هناك كل يوم

قال هيم : " إنك تعرف أنه إذا ما عملنا بجد

أكثر مما نحن عليه ستجد أنه لا شئ قد

يتغير بالفعل فربما تكون قطعة الجبن قريبة

من هنا , وربما يكونون قد أخفوها وحسب

خلف الجدار "

وفى اليوم التالى عاد هيم وهاو حاملين

أدواتهما . أمسك المطرقة , حتى أحدثا ثقبا

فى جدار محطة الجبن ج واسترقا البصر

ولكن دون جدوى فليس هناك جبن

وأصيبا بخيبة أمل , ولكنهما أصبحا مؤمنين

بقدرتهما على حل المشكلة , لذا أصبحا

يبدأن عملهما وفى وقت مبكر ويستمران

لوقت أطول ويعملان بجد أكثر , ولكن بعد

مرور بعض الوقت , كل ما توصلا إليه هو

إحداث ثقب فى الجدار

أخذ هاو فى إدراك الفارق بين النشاط

والإنتاجية

قال هيم " ربما يتعين علينامجرد الجلوس هنا

وإنتظار ما قد يحدث إن عاجلا أم آجلا يتعين

أن يعيدوا الجبن "

أراد هاو أن يؤمن بذلك لذا كان يعود ألى

المنزل كل يوم ليحصل على قسط من الراحة

ثم يعود على مضض مع هيم ألى محطة

الجبن ج

ولكن الجبن لم يظهر أبدا

وبمرور الوقت أصبح القزمان صعيفين

نتيجة الشعور بالجوع والضغط وسيطر التعب

والإرهاق على هاو من مجرد الإنتظار حتى

يتحسن وضعهما , وبدأ فى رؤية حقيقة

أنه كلما استمر طويلا دون الجبن لأصبح

وضعهما أكثر سوءا

وكان هاو يعرف أنهما قد فقدا كل الأمل

وأخيرا بدأ هاو ذات يوم فى السخرية من

نفسه قائلا :

" هاو انظر إلى فإننى أقوم بنفس الشئ

كل يوم مرات ومرات وأتعجب من سبب

بقاء الحال على ما هو عليه دون تحسن

إن لم يكن الأمر يدعو للسخرية فقد

يكون مدعاة للمرح "

لم يكن يرحب بفكرة الجرى هلال المتاهه

مرة أخرى, لأنه يعرف أنهما سيضلان الطريق

وليس لديهما أية فكرة عن مكان وجود الجبن

ولكن كان يتعين عليه الضحك على غبائه

عندما أدرك سبب خوفه من القيام بذلك ,

ويسأله هيم :

" إين وضعت رداء العدو وأحذية الجرى ؟ "

وأمضيا وقتا طويلا حتى وجدوا هذه الأشياء

لأنهما أهملا كل شئ طرحاه جانبا عندما

عثرا على الجبن فى محطة الجبن ج

معتقدين أنهما لن يكونا بحاجة إلى الحذاء

والرداء مرة أخرى

وعندما رأى هيم صديقه يرتدى رداء العدو

قال :

" إنك لن تعاود التخبط داخل المتاهه حقا

أليس كذلك ؟ لم لا تنتظر هنا حتى يعاودا

وضع الجبن ؟ "

قال هاو : " لأنك لا تستوعب الموقف , أنا

لم أكن أرغب فى رؤيتها أيضا , لكننى الآن

أدرك أنهم لن يضعوا الجبن القديم مرة ثانية

لقد كان هذا جبن البارحة , لقد حان الوقت

للبحث عن جبن جديد "

لكن هيم تساءل : " لكن ماذا لة لم يكن هناك

حبن طازج بالخارج ؟ أو حتى إذا كان هناك

ماذا لو لم نجده ؟

قال هاو : " لست أدرى ؟ وتسائل هاو محاولا

الإجابة على تلك الأسئلة مرارا وتكرارا , ثم

بدأ يشعر بالخوف الذى أقعده عن الحركة

من قبل يتسلل ألى نفسه من جديد

ثم فكر هاو فى العثور على جبن جديد وما

يصاحبه من أحداث طيبة فأستجمع رباط

جأشه

قال هاو : " فى بعض الأحيان تتغير الأشياء

ولا تعود لطبيعتها أبدا , ويبدو أننا نمر بشئ

مشابه . هذه هى الحياة يا هيم فالحياة

تسير ولا بد أن نسير نحن أيضا

ونظر هاو إلى رفيقه الحزين وحاول إقناعه

لكن خوف هيم تحول إلى غضب منعه من

الإنصات لهاو

ولم يقصد هاو أن يكون وقحا مع صديقه , لكنه

لم يمنع نفسه منى السخرية على حماقتهما

وبينما استعد هاو للرحيل , بدأ يشعر

بالنشاط فقد علم أنه طالما سخر من نفسه

فسوف يعاود المسير دون أن ينظر وراء

ظهره

وصاح هاو معلنا

" لقد حان وقت المتاهه "

لكن هيم لم يضحك ولم يستجب لهاو

والتقط هاو قطعة حجر صغيرة حاده ونحت

بها على الجدار فكرة عظيمة لهيم كى

يتأملها , وكما اعتاد هاو فقد رسم صورة

لقطعة الجبن حول العبارة وتمنى أن يساعد

هيم على أن يبتسم , وأن يخفف من همومه

, وأن يبدأ البحث عن الجبن الجديد لكن هيم

لم يفعل شيئا من ذلك

وكتب هاو قائلا :

" إذا لم تتغير فمن الممكن أن تفنى "

والى حلقة تالية

تحياتى

( 7 )

نتابع

وأخذ يفكر فى هذه العبارة

إنه أن قليلا من الخوف قد يكون مفيدا أحيانا

وعندما تكون خائفا فإن الأشياء تتحول للأسوأ

لم تفعل شيئا , لذا فهو يحثك على التصرف

ولكنه يكون ضارا عندما تكون فى حالة

شديدة من الخوف , إذ أن هذا يقيدك عن

فعل أى شئ

ونظر عن يمينه إلى الجزء الذى لم يمر به فى

المتاهه وشعر بالخوف

وبعد ذلك أخذ نفسا عميقا , وإتجه نحو اليمين

داخل المتاهه واندفع ببطء إلى المجهول

وبينما كان يحاول أن يجد طريقة , شعر هاو

فى البداية بالقلق لأنه ربما إنتظر وقتا طويلا

فى محطة الجبن ج , ولم يتناول أى نوع من

الجبن لمدة طويلة مما جعله يشعر بالضعف

وقد ظل على هذا فترة طويلة مما زاد من آلام

هذه الرحلة الشاقة داخل المتاهه , وقرر بأنه

إذا سنحت له الفرصة مرة ثانية سوف يتكيف

مع التغيير , وهذا يجعل التعامل مع الأمور

أكثر سهولة

وعندئذ ابتسم هاو ابتسامة خفيفة , وفكر فى

أنه " التأنى السلامة "وفى الأيام التالية وجد

بعضا من الجبن القليل هنا وهناك ولكنه لم

يستمر فى ذلك طويلا , وتمنى أن يجد جبنا

كافيا ليعود ببعض منه ىألى هيم لكى يشجعه

على الدخول المتاهه

ولكن لم يشعر هاو بالثقة الكاملة حتى الآن

وكان عليه أن يعترف بأنه وجد ذلك مربكا

ومرهقا فى المتاهه حيث بدت الأشياء كلها

أمامه , وقد تغيرت منذ الفترة الأخيرة التى

كان فيها خارج المتاهه .

وعندما كان يعتقد أنه يتقدم فى طريقة كان

يجد نفسه تائها فى الدهاليز , وبدأ تقدمه

وكأنه يسير خطوتين للأمام وخطوة للخلف

وكان هذا تحديا ولكن كان عليه أن يعترف بأن

الرجوع للخلف فى المتاهه والمطاردة من اجل

الجبن لم يكن تقريبا بنفس الدرجة من السوء

التى كان يخشاها .

ومع مرور الوقت بدأ يشعر بالدهشة والتساؤل

عما إذا كان يبالغ فى تطلعاته , وابتسم بعد

ذلك , وأدرك أنه ليس لديه ما يسوغ حلمه

فى هذا الوقت

وحين شعر بالإحباط يتسرب إلى نفسه بأن

ما كان يعتقد أنه مريح , هو فى الواقع أفضل

من البقاء فى مكان ليس به جبن

فكان يسعى للتحكم فى تصرفاته أكثر من

السماح لحدوث أى شئ وبعد ذلك ذكر نفسه

إذا كان سنيف وسكورى قد استطاع التحرك

والإستمرار فى سعيهما فمن الممكن له أن

يفعل ذلك .

وعندما أعاد هاو التفكير فى الأمور أدرك أن

قطعة الجبن التى وجدها فى المحطة ج

لم تختلف بين العشية وضحاها كما اعتقد من

قبل إن حجم الجبن كان يصغر شيئا فشيئا

وما تبقى منه أصبح قديما ولم يعد لها مذاق

جيد .

بل ربما بدأت طبقة من العفن تظهر عليه على

الرغم من أنه لم يلاحظ ذلك , لذلك كان عليه

أن يعترف أنه لو أراد ذلك ربما أمكنه فهم ما

يحدث ولكنه لم يرد .

وتوقف لأخذ قسط من الراحة وكتب على

حائط المتاهه

"شتم رائحة قطعة الجبن من حين لآخر

حتى تعرف متى يصيبها العطب "

وبعد مرور فترة بدت طويلة لم يعثر على قطعة

الجبن , وجد هاو نفسه أخيرا أمام محطةجبن

بدت مبشرة بالخير , وحين دلف إلى داخلها

أصيب بخيبة أمل كبيرة حيث أنها خاوية

وحدث هاو نفسه قائلا " لقد راودنى هذا

الشعور بالخواء كثيرا من قبل", وشعر باليأس

باليأس قد أطبق عليه

وبدأ هاو يفقد طاقته الجسدية , وكان على

يقين من أنه قد ضل الطريق وأنه هالك لا

محاله , وفكر فى أن ينعطف ويعود أدراجه

إلى محطة الجبن ج , فلو وصل هناك , ولا

يزال هيم موجودا , فلن يكون وحيدا ,على

الأقل , ثم سأل نفسه مجددا " ماذا كنت

أفعل لو لم أكن خائفا ؟ "

لقد كان يخشى أكثر من أى شئ آخر أن

يعترف لنفسه يذلك

فلم يكن دائما على يقين من الشئ الذى

يسبب له الشعور بالخوف , ولكنه الآن وفى

حالته الهزيلة تلك , أدرك أنه كان خائفا لانه

لا يريد ان يستمر وحيدا ولم يعرف هاو بأنه

كان يجرى لأن أفكارا مخيفة أثقلت رأسه

وتساءل هاو عما إذا كان هيم قد تحرك

مجددا أم أنه لم يبرح مكانه بسبب مخاوفه

ثم استرجع فى مخيلته الأوقات التى شعر

فيها بأنه فى أوج نشاطه داخل المتاهه

هذه الأوقات هى التى كان يتحرك فيها هاو

ولايتوقف عند أى شئ

وكتب هاو على الحائط وكان يعلم أن هذه

الكتابة ليست تذكيرا بمرور من هذا المكان

بقدر ما هى تذكير له هو شخصيا

" إن السير فى إتجاه جديد يجعلك تعثر

على مزيد من الجبن "

تطلع هاو ألى الممر المظلم , وأدرك ما أصابه

من خوف , ترى ما الذى ينتظره فى الطريق ؟

هل سيكون خاليا ؟

أو سيكون محفوف بالمخاطر ؟

وبدأ خياله الجامح يصور له كل الهواجس

المفزعة حتى تملكه الذعر الشديد

ثم سخر من نفسه , فقد أدرك أن هواجسه

هذه تزيد الطين بلة , ثم فعل ما كان سيفعله

لو لم يكن خائفا , واصل المسيرة لكن فى

إتجاه جديد

وعندما بدأ يجرى فى اتجاه الممر المظلم

أخذ يبتسم ولم يدرك هاو عندئذ أنه وجد غذا

روحه فقد ألقى بالهموم خلف ظهره وبدأ

يثق فيما ينتظره من مصير , على الرغم

من أنه لم يعرف ماذا سيكون

أندهش هاو إذ بدأ يستمتع بالأمر أكثرفأكثر

وأخذ يتساءل " ترى ما الذى يجعلنى أشعر

بهذه السعادة ؟ ليس لدى جبن ولا أعرف

إلى أين أنا ذاهب "

وقبل أن يمضى وقت طويل اكتشف سبب

شعوره بتلك سعادة وتوقف كى يكتب على

الحائط مرة أخرى

" عندما تتحرك متجاوزا شعورك بالخوف

ستشعر بالحرية "

ونواصل هذه الرحلة فى حلقة تالية

إنشاء الله

تحياتى

(8 )

نتابع

أدرك أنه وقع أسيرا لهواجسه , وعندما تحرك

فى إتجاه جديد حرر نفسه من القيد

الآن , والآن فقط بدأ يشعر أن نسيما باردا

منعشا أخذ يهب على ذلك الجزء من المتاهه

التقط أنفاسا عميقة وأحس أن الحركة قد

أعادت إليه الحياة , وبعد أن كسر حاجز الخوف

اكتشف أن الأمر أكثر إمتاعا مما كان يعتقد من

قبل

ولم يكن هذا الشعور قد راود هاو منذ فترة

طويلة , ولهذا السبب كان قد نسى مدى

البهجة التى يدخلها على قلبه

ولكى يجعل الوضع أفضل , بدأ فى رسم

صورة من وحى خياله ونسج فى تلك الصورة

حتى أدق التفاصيل الواقعية , فقد تخيل

نفسه جالسا وسط كومة هائلة من أنواع

الجبن المفضلة لديه , بدءا من الشيدر وانتهاء

بالبراى ! وتخيل نفسه وهو يأكل ما لذ وطاب

منها . استمتع هاو بما رآه ثم تخيل أنه

يستطيع أن يستمتع بتذوقها جميعا .

كلما اتضحت صورة ذلك الجبن الجديد داخل

عقله , زادت واقعيتها واذداد شعوره بقرب

عثوره عليه

ثم كتب

" عندما تخيلت نفسى وأنا أستمتع
بالجبن الجديد , حتى قبل أن أعثر عليه

وجدت طريقى أليه "

لخطأ منى اتابع أستكمال الحلقة

تباعا

نتابع

( 9 )

حدث هاو نفسه قائلا :

" لماذا لم أفعل هذا من قبل ؟ "

بدأ هاو يجرى داخل المتاهه , لكن بقوة

ورشاقة أكبر مما مضى , ولم يمضى وقت

طويل حتى عثر على محطة جبن , وشعر

بالسعادة وهو يلحظ قطع جبن جديدة قد

وضعت بجانب المدخل

ولم يكن قد رأى قط فى حياته أصناف الجبن

تلك , لكنها بدت له رائعة . تذوقها فوجد طعمها

طيبا للغاية , وتناول هاو معظم قطع الجبن

الموجوده ووضع بعضا منها فى جيبه كى

يتناولها فيما بعد , أو ليتقاسمها مع هيم

وبدأ بستعيد قوته

دلف هاو إلى محطة الجبن تغمره السعادة

والإثارة . لكن ولسوء حظه وجدها خاوية

فقد سبقه إلها شخص ما , لم يترك سوى

تلك القطع من الجبن الجديد

وأدرك أنه لو كان قد عجل الخطى لوجد كمية

كبيرة من الجبن هنا

وقرر هاو أن يعود أدراجه كى يرى إذا ما كان

هيم على إستعداد للإنضمام اليه

وبينما هو يقتفى أثار عودته

توقف وكتب على الخائط :

" كلما أسرعت بالتخلص من الجبن القديم

عثرت على الحبن الجديد "

وبعد فترة نجح هاو فى العودة إلى محطة

الجبن ج ووجد عندها هيم وعرض علىه تناول

بعض قطع الجبن الجديدة لكن الأخير رفض

العرض

وشكر هيم صديقه على هذه اللفته الجميله

وفال له :

" لا اعتقد أننى سأستمتع بالجبن الحديد , فأنا

لست معتادا عليه , كل ما اريده هو جبنى

المفضل , ولن أتغير أبدا حتى أحصل على

ما أريد "

هز هاو رأسه وهو يشعر بخيبة الأمل , وجعل

يؤخر رجلا ويقدم الأخرى , معاودا الإنطلاق

بمفرده من جديد , ومع وصوله إلى أبعد نقطة

كان قد وصل إليها فى المتاهه , بدأ يشعر

بالحنين إلى صديقه لكنه أدرك أنه بصدد

اكتشاف شئ ما قبل أن يعثر على ما كان

يعتقد أنه كمية هائلة من الجبن الجديد أدرك

أنه لم يكن يشعر بالسعادة لمجرد عثوره

على الجبن

لقد كان سعيدا لأنه لم يصبح أسير لخوفه

بعد الآن , وبدأ يستمتع بما يفعل .

وحينما أدرك ذلك لم يشعر بذلك الضعف الذى

انتابه حين كان يجلس فى محطة الجبن ج

الخاوية

وحينما أدرك أنه منع نفسه من أن يستوقفها

الخوف , وإتخذ وجهة جديدة شعر بالحياة

تدب فى أوصاله من جديد

لقد وجد الآن أن المسألة أصبحت مسألة

وقت قبل أن يصل إلى ضالته المنشودة

بل لقد شعر بأنه قد عثر على ضالته

المنشودة بالفعل

وابتسم حين أدرك أنه :

"من الأسلم أن تبحث فى المتاهه من أن

تبقى دون جبن "

وأدرك هاو كما أدرك من قبل , أن ما تخشاه

لن يكون بنفس القتامة التى يصورها لك

عقلك , وأن الخوف الذى تتركه يسيطر

على عقلك , هو أخطر بكثير من الوضع القائم

بالفعل

لقد كان هاو متخوفا لدرجة كبيرة من أن لا

لا يعثر على الجبن الجديد لدرجة أنه لم يرغب

فى الإستمرار فى البحث عنه , لكنه ما أن

عاود رحلته مجددا , عثر على قطع الجبن

فى الممرات تكفيه لمواصلة المسير .

الآن بدأ يتطلع ألى العثور على المزيد والمزيد

وأصبح مجرد التطلع إلى ما هو آت أمرا

ممتعا فى حد ذاته

لقد كان تفكيره القديم مغلقا بسحابة من

الخوف والقلق , فقد كان يشعر دائما بأنه

لن يحظى به للمدة التى يريدها , وكان كثيرا

ما يشغل باله بما قد يحدث له من مصائب

لا من مفاجآت ساره

لكن هذا التفكير تغير فى الأيام التى أعقبت

تركه لمحطة الجبن ج

واعتاد هاو أن يعتقد بأنه لا ينبغى تحريك

الجبن , وأن هذا التغيير ليس صائبا .

أما الآن فقد أدرك أن عدم التغيير أمر ينافى

نواميس الكون والطبيعة , فلابد للتغيير أن

يقع بإستمرار سواء توقعناه أم لا , ولا يمكنك

أن تفاجأ بالتغيير , ألا إذا لم تكن تتوقعه وتبحث

عنه

وحينما أدرك هاو التغيير الذى اعترى معتقداته

توقف كى يكتب على الحائط

" إن المعتقدات البالية لا ترشدك الى

جبن جديد "

وتستمر الرحلة للتغيير

والى حلقة جديدة

إن شاء الله

تحياتى

( 10 )

نتابع

لم يعثر هاو على أى جبن بعد , لكن كل ما

كان يشغل تفكيره وهو يعدو فى ممرات

المتاهه هو ما تعلمه حتى الآن .

لقد أدرك الآن أن هذه المعتقدات الجديدة

تدفعه إلى التصرف على نحو جديد , فقد

بدأ الآن يسلك مسلكا يختلف عن مسلكه

عندما كان يصر على العودة إلى محطة الجبن

الخاوية

وأدرك هاو أنك عندما تغير معتقداتك , فأنت

تغير ت تصرفاتك

عليك أن تعتقد بأن التغيير قد يضرك , وأنه

لابد لك أن تقاومه , أو يمكنك أن تعتقد بأن

عثورك على جبن جديد سوف يساعدك

على استيعاب التغيير والتكيف معه

كل ذلك يعتمد على المعتقد الذى تختار أن

تؤمن به

كتب هاو على الحائط :

" عندما ترى أنك تستطيع العثور على جبن

جديد وتستمتع به فستغير طربقك "

وأدرك هاو أنه كان سيصبح فى حالة أفضل

الآن لو أنه استوعب التغيير فى محطة الجبن

ج بسرعة ودون تلكؤ , وساعتها كان سيشعر

بالقوة تدب فى جسده وروحه , ويستمر فى

التحدى حتى يعثر على الجبن الجديد

, بل كان فى إمكانه العثور عليه بالفعل

لو أنه توقع التغيير , بدلا من ىإضاعة وقته

فى مقاومته , بعد أن حدث بالفعل

واستجمع هاو قواه وقرر مواصلة المسير

فى الأجزاء الجديدة من المتاهه ويدأ يجد

بعض قطع الجبن المتناثرة هنا وهناك فعادت

اليه بعض طاقته وثقته بنفسه

وعندما فكر فى الطريق الذى جاء منه شعر

بسعادة لأنه كتب على الحائط فى أماكن كثيرة

فقد أيقن أن تلك العبارات ستكون دليلا له

أثناء سيره فى المتاهه , إذا اختار أن يترك

محطة الجبن ج

وتمنى هاو لو إنه يسير فى الإتجاه الصحيح

, وفكر فى إمكانية أن يقرأ هيم كتابته على

الحوائط كى يعرف طريقه هو الآخر

ثم كتب هاو على الحائط ما عبر عما كان

يدور بخلده لفترة من الزمن :

" ملاحظة التغيرات البسيطة تجعلك تتأقلم

مع التغييرات الجذرية التى قد تصادفك

مستقبلا "

والآن لقد طوى هاو صفحة الماضى وبدأ

يتطلع الى المستقبل

واستمر يقطع دروب المتاهه بقوة وسرعة

أكبر مما مضى , ولم يمضى وقت طويلا

حتى حدث ما يتمناه ؟

وفى الوقت الذى شعر فيه هاو بأنه سيظل

بهذه المتاهه الى الأبد أفضت رحلته - أو على

الأقل هذا الجزء من رحلته - ألى نهاية سريعة

وسعيدة

لقد عثر على الجبن الجديد فى محطة الجبن

ن

حينما دلف إلى الداخل , لم يصدق ما رأته

عيناه : جبال عالية هنا وهناك من الجبن الذى

لم يره فى حياته قط , ولم يستطع التعرف

على كل الأنواع الموجودة أمامه , حيث أن

بعضها كان جديدا عليه تماما .

ثم تساءل هاو للحظات عما إذا كان ما يراه

حقيقة أم من نسيج الخيال , إلى أن وقعت

عيناه على صديقيه

سنيف و سكورى

رحب سنيف به بإيماءة من رأسه , أما سكورى

فقد لوح له بكفه وظهر من معدتيهما

الممتلئتين أنهما سبقاه الى المكان بفترة

ليست بقصيرة

ألقى هاو التحية عليهما , ثم سارع الى تناول

قضمات من أنواع الجبن المفضلة لديه , ثم

خلع عنه حذاءه ورداء التريض ووضعهما بالقرب

منه حتى إذا احتاجهما مرة أخرى تناولهما

سريعا , ثم انقض على الجبن الجديد

وحينما أخذ كفايته , تناول قطعة من الجبن

الطازج فى يده وصاح : مرحبا بالتغيير

وبينما أخذ يستمتع بمذاق الجبن الجديد

استرجع ما مر به من أحداث وما تعلمه

خلالها

وأدرك أنه عندما كان خائغا من التغيير فقد

كان متمسكا فى الواقع بوهم الجبن القديم

والذى لم يعد موجود

وتساءل هاو :

" إذا ما الذى غيرنى ؟ هل هو خوفى من أن

أموت جوعا ؟

وجد نفسه قائلا :

"لقد كان لذلك تأثيره "

ثم ضحك وأدرك أنه لم يكن ليتغير لولا ان بدء

يسخر من نفسه ومما كان يرتكبه من أخطاء

وأكتشف أن أسرع طريقة للتغيير هى أن

يضحك الإنسان من حماقته وساعتها سينسى

مافعل , وسوف يواصل المسير .

وألى حلقة أخرى من التغيرات

تحياتى

الأخيرة

نتابع

وأدرك هاو أنه تعلم شيئا مفيدا من صديقيه

سنيف و سكورى الفأرين فى أمر التنقل إلى

موضع آخر , فقد كان يعيشان حياتهما

ببساطة , لم يحاولا المبالغة فى تحليل

وتعقيد الأمور , وعندما تغير الموقع وتحرك

الجبن , غيرا من أنفسهما وتحركا مع الجبن

ولم يكن بد من أن يتذكر ذلك .

استخدم هاو عقله الرائع كى يفعل ما يفعله

الأقزام بأسلوب أفضل من الفئران .

وتدبر الأخطاء التى ارتكبها فى الماضى

واستخدمها كى يخطط مستقبله , لقد

أدرك أن باستطاعة الإنسان أن يتعامل مع

التغير :

كيف يأخذ الأمور ببساطة , كيف يكون مرنا

وكيف يكون سريع التصرف

يتعلم ألا يبالغ فى تعقيد الأمور , والا يقع

فريسة لمعتقدات مفزعة

يتعلم أن يلاحظ التغيرات البسيطة لكى يكون

مستعدا للتغيير الجذرى , الذى قد يحدث فى

المستقبل

أدرك هاو أنه بحاجة إلى التكيف سريعا مع

التغيير ؛ لأنه إن لم يفعل ذلك , فقد لا تواتيه

تلك الفرصة أبدا

وكان عليه أن يعترف بأن أكبر عقبة تقف فى

طريق تكيفه مع التغيير موجود بداخله هو

وأن الأمور لا تتحسن إلا بعد أن تتغير أنت

الأهم من هذا وذاك , أن هاو قد أدرك أن هناك

دائما جبنا جديدا أمام عينيك , سواء لا حظته

أم لم تلاحظه , وأنك تستمتع به فقط عندما

تتخلص من مخاوفك

وتخوض المغامرة

وأدرك هاو كذلك أنه لا ضير من بعض الخوف

إذ أنه قد يحميك من خطر محقق , ولكنه

اكتشف أيضا أن معظم مخاوفه لم يكن لها

ما يبررها , بل إنها منعته من أن بتغير فى

الوقت الذى كان لزاما عليه أن يتغير

لم يعجبه التغيير وقتها , لكنه أدرك فيما

بعد أن ذلك التغيير هدية

السماء إليه كى ترشده إلى المزيد من الجبن

رغم أنها كانت ترتدى قناعا .

لقد عثر هاو ىعلى جزء جميل من نفسه

وبينما كان يتذكر الدروس المستفادة , فكر

فى صديقه هيم , وتساءل عما إذا كان هيم

قد قرأ شيئا من عباراته التى كان كتبها على

الحائط عند محطة الجبن ج أو فى باقى

المتاهه.

ترى ما الذى كان يحدث لو طوى هيم صفحة

الماضى وواصل المسير ؟

ترى ما الذى كان يحدث لو دخل المتاهه

واكتشف ما كان يجعل حياته أفضل ؟

فكر هاو فى العودة مجددا الى محطة الجبن

ج ليرى ما إذا كان بإستطاعته العثور على

هيم , وهو يفترض أنه يستطيع العودة

الى النقطة التى كان فيها , وفكر فى أنه

إذا عثر على هيم فسيمكنه عندئذ أن يريه

كيف يخرج من مأزقه ولكنه أدرك أنه قد حاول

بالفعل أن يجبر صديقه على التغيير .

ولكن على هيم أن يجد طريقه بمفرده متغلبا

على أوجاعه ومتجاوز مخاوفه , ولا يمكن

لشخص آخر أن يؤدى له ذلك بالنيابة عنه

أو أن يقنعه بذلك ما لم يكن الأقتناع داخليا

وكان على هيم أن يشعر بمزايا التغيير بنفسه

وعلم هاو أنه ترك خلفه أثرا لهيم كى يتعقبه

وأنه يستطيع بمفرده أن يجد طريقه , فقط

إذا قرأ العبارات التى كتبها هاو بخط يده على

الجدران

ثم بدأ هاو فى كتابة ملخص للدروس التى

استفادها من رحلته على اكبر حوائط محطة

الجبن ن , ثم وضع كل تلك الومضات داخل

رسمه لقطعة جبن كبيرة , وإبتسم وهو

ينظر ألى ما كتبه :

التغيير يحدث

قطع الجبن تتحرك باستمرار

توقع التغيير

أستعد عندما يتحرك الجبن

راقب التغيير

اشتم رائحة الجبن كثيرا

كى تعرف متى يصيبها العطب

تكيف مع التغيير بسرعة

كلما أسرعت بالتخلص من الجبن القديم

استطعت أن تسمتع بالجبن الجديد

تغير

تحرك مع الجبن

استمتع بالتغيير

تذوق طعم المغامرة

واستمتع بمذاق الجبن الجديد

كن مستعدا كى تتغير بسرعة

واستمتع بالتغيير من جديد

قطع الجبن تتحرك بإستمرار

أيقن هاو ألى أى مدى قد وصل منذ أن كان

برفقة هيم فى محطة الجبن ج

ولكنه أدرك أنه من السهل أن يعود الى مكان

عليه لو أفرط فى الراحة , فقام كل يوم يتفقد

الجبن فى محطة الجبن ن ؛ كى يطمئن

إلى مخزن الجبن فيها , وكان على إستعداد

ليفعل أى شئ لا يفاجأ بأى تغيير لم يضعه

فى الحسبان

وعلى الرغم من أن لديه مخزونا كبيرا من

الجبن أصر على أن يخرج ليتجول فى المتاهه

كى يكون على علم بما يحدث من حوله

فقد أدرك أنه من الأسلم له أن يبقى

على علم بالواقع من حوله , بدلا من أن

يعزل نفسه فى صومعته المريحة

ثم إنصت هاو الى صوت , ظن أنه صوت

حركة بالخارج , وحينما أخذ الصوت يعلو

تدريجيا أيقن أن شخصا ما كان يقترب منه

هل كان هيم ؟

هل كان يوشك على أن يظهر من بين احد

الأركان ؟

دعا هاو وتمنى - كما فعل كثيرا من قبل -

أن يتمكن صديقه فى النهاية من أن

" يتحرك مع الجبن ويستمتع بذلك !!

وإنتهت القصة

ولكن دار مناقشات بين مايكل والذى كان

يروى هذه القصة مع أصدقائه

ولاحقا سوف اكتب هذه المنا قشات

حول هذه القصة

ولكن أود أن اسمع رأيكم فيها

والدروس المستفادة التى خرجتم بها

مع تمنياتى لكم حياة افضل

تحياتى

قال تعالى:" ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم"
صدق جل وعلا
التغيير بحاجة لارادة قوية
التغيير بحاجة لتصميم على بلوغه
التغيير لا يأتي من مجرد امنية في التغيير
حتى نغير ما حولنا يجب ان نغير انفسنا وداخلنا اولا
فهنا التغيير ياتي علي مراحل
المرحلة الاولى : هي تغيير النفس وافكارها ومعتقداتها التي لا تتماشى مع الواقع المعاش ومحاولة الوصول لنفس افضل, متحررة من جميع قيودها التي تمنعها من مسايرة واقعها المتطور
اما المرحلة الثانية: فهي تغيير الله تعالى للواقع الذي يحيط بهذه النفس المتغيرة وتغيير الواقع التي تعيش فيه هذه النفس الى واقع منشود يكون افضل وارقى .

وتغيير الله تعالى للواقع المحيط بالانسان مرتبط بتغيير الانسان نفسه اولا .
ولذلك علينا ان نسعى لتغيير ما علق في انفسنا من مفاهيم بالية ومن عادات قديمة طبعا مع الالتزام بشريعة الله واوامره التي تحافظ على كرامة الانسان ورفعته على المخلوقات كافة.
وبعد هذا التغيير سنصل وبإرادة الله وقدرته الى تغيير واقعنا المعاش الى واقع افضل تكون فيه الحياة افضل مع الكرامة والحرية بالاضافة الى الالتزام بشريعة الله واوامره.

استاذنا الجليل وابونا الفاضل abobaker موضوع غاية في الاهمية يهمنا جميعا ويهم واقعنا المعاش الان في بلادنا التي تسعى للتغيير. ولذلك ارى انه يجب علينا ان نغير ما بانفسنا حتى نحصل على التغيير الذي ننشده في اوطاننا, التغيير الذي يحفظ لنا كرامتنا وحريتنا.

لك الشكر الجزيل والدنا الفاضل على هذا الموضوع واتمنى ان اكون قد ابديت رأيي بوضوح فيه.
تقبل تحيتي وفائق احترامي

[quote="red rose"]قال تعالى:" ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم"
صدق جل وعلا
التغيير بحاجة لارادة قوية
التغيير بحاجة لتصميم على بلوغه
التغيير لا يأتي من مجرد امنية في التغيير
حتى نغير ما حولنا يجب ان نغير انفسنا وداخلنا اولا
فهنا التغيير ياتي علي مراحل
المرحلة الاولى : هي تغيير النفس وافكارها ومعتقداتها التي لا تتماشى مع الواقع المعاش ومحاولة الوصول لنفس افضل, متحررة من جميع قيودها التي تمنعها من مسايرة واقعها المتطور
اما المرحلة الثانية: فهي تغيير الله تعالى للواقع الذي يحيط بهذه النفس المتغيرة وتغيير الواقع التي تعيش فيه هذه النفس الى واقع منشود يكون افضل وارقى .

وتغيير الله تعالى للواقع المحيط بالانسان مرتبط بتغيير الانسان نفسه اولا .
ولذلك علينا ان نسعى لتغيير ما علق في انفسنا من مفاهيم بالية ومن عادات قديمة طبعا مع الالتزام بشريعة الله واوامره التي تحافظ على كرامة الانسان ورفعته على المخلوقات كافة.
وبعد هذا التغيير سنصل وبإرادة الله وقدرته الى تغيير واقعنا المعاش الى واقع افضل تكون فيه الحياة افضل مع الكرامة والحرية بالاضافة الى الالتزام بشريعة الله واوامره.

استاذنا الجليل وابونا الفاضل abobaker موضوع غاية في الاهمية يهمنا جميعا ويهم واقعنا المعاش الان في بلادنا التي تسعى للتغيير. ولذلك ارى انه يجب علينا ان نغير ما بانفسنا حتى نحصل على التغيير الذي ننشده في اوطاننا, التغيير الذي يحفظ لنا كرامتنا وحريتنا.

لك الشكر الجزيل والدنا الفاضل على هذا الموضوع واتمنى ان اكون قد ابديت رأيي بوضوح فيه.
تقبل تحيتي وفائق احترامي

إبنتى الحبيبة

هذا هو الهدف . وتهنئتى لك لما وصلت اليه

هذا هو المقصود

التغيير أولا وأخيرا يبدأ من دالخلنا

سعيد بك لإن الإبنه فهمت أبوها

ههههههههههههههه

تحياتى غالية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلي الله عليه وسلم
بداية :اشكر الاستاذ / ابو بكر مشهري
على مشاركته الاكثر من رائعة نسأل الله ان ينفع به شباب الامة
تحدث عن التغيير بفهم عالى وادراك واسع
فاوضح لنا كيفية التغيير واسبابه وجوانبه
فالقصة غنية بالدروس والعبر ...
كـتبت فأبدعت وتحدثت فأبليت ونصحت فأوصلت
كما اخص بالشكر الأختة الغالية الأستاذة red rose علي تعليقها الرائع جدآ والذي اثرانا بمعلومات قيمة...
صراحة اود ان اضيف امر وان كان كلامى بجوار كلمات الكبار لا يساوى شىء لكنى اعتبره تشريفا لي ان اكتب خلف الاستاذ ابو بكر مشهري
بداية لابد من الاعتماد على الله جل وعلا فى كل شئ ثم الاخذ بالاسباب
هناك ثلاث نقاط للتغيير
اولا :الاستنتاج والمعالجة
استنتاج الاخطاء ونقاط الضعف وكيفية علاجها أو التخلص منها
ثانيا:البحث عن الذات
البحث داخل النفس عن ماتريد ان تكون وبالتخطيط والارادة تصبح احلام الامس كشمس اليوم
كلنا نتمنى التغيير في امور حياتنا ولكن هناك بعض الامور الى يجب ان ينتبه اليها الشخص عند المحاولة لتغيير امور حياته
الشرط الأول: فهم الحاضر:
الفرصة الخاصة بالتغير لا يمكن أن تتواجد إلا في وقتك الحاضر، وهذا يعني أن الشرط الأول من أجل تحقيق تغيير مجدٍ هو أن ترى بوضوح أين توجد الآن وفي هذه اللحظة. لا تخفِ نفسك بعيدًا عن الحقيقة الراهنة، فإذا كانت هناك بعض المظاهر التي لا تعجبك، فبوسعك أن تبدأ بتخطيط كيفية تغييرها، لكنك لو تظاهرت بعدم وجودها فلن تقوم بتغييرها أبدًا، ولذا فكن صريحًا مع نفسك منصفًا في رؤيتك لها على وضعها الحالي.
الشرط الثاني: لا تؤرق نفسك بالماضي:
إن الامتعاض بالأخطاء والهموم التي جرت بالأمس أمر مفهوم، لكنه من الخطأ أن تسمح للماضي أن يكون سجنًا لك، وبذلك فإن الشرط الثاني للتغيير المثمر هو المضي بخفة بعيدًا عن الماضي. إن الماضي بنك للمعلومات يمكنك أن تعلم منه، لكنه ليس بالشرك الذي يسقطك في داخله.
فخذ ما تشاء من الماضي من فوائد وخبرات ومعلومات، لكن إياك أن تعيشي في الماضي. أنت الآن شخص جديد أقوى بكثير من الماضي، وأفضل بكثير من الماضي، واستفدت من أخطاء الماضي فكيف تعيش فيه؟
الشرط الثالث: تقبل الشك في المستقبل:
قال تعالى: {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ} [النمل:65].
وقال تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً} [الجـن:26].
إن المستقبل بالنسبة لنا أمر غيبي لا ندري ما الذي سيحدث فيه، ولكن هذا لا يعني ألا نضع الأهداف، وألا نخطط لمستقبلنا، هذا لا يعني ألا نتوقع ولا نتقبل الشك فيما قد يحدث لنا وللعالم حولنا لنكون على أهبة الاستعداد له، فعلينا الأخذ بالأسباب المتاحة لنا، وقد ادخر رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ نفقة أهله لسنة كاملة. ولذا فكي نحقق تغييرًا مثمرًا فإننا بحاجة إلى ترك مساحة للمجهول المشكوك فيه.
اسف على الاطالة وتقبلوا مشاركتي

ما اروعكم
نشكر الغالي ابو بكر مشهري على ما سطرت انمله الكريمة من درر نفتخر ونتلذذ بقراتها
ما اروع هده القصة واروع العبر التي نستخلصها منها
أن أفضل وسيلة للتعلم الأكيد هي القصص والدليل على ذلك أن القرآن الكريم تملأه القصص وهي جد معبرة ...
توجد قوة خفية للتغيير في داخلنا ولكن معظمنا يجهلها أو يعطـّلها !!
إن هذه القوة موجودة في كل واحد منا ويجب أن نثق ثقة مطلقة بأننا سنمتلكها .
وبعد ثقتنا بأنفسنا نكون قد قطعنا نصف الطريق نحو التغيير ويمكننا الحصول على هذه الثقة بأن نقنع أنفسنا بأننا سوف نصل إليها ولا نكتفي بالإيمان بهذه القوة بل يجب أن نتبع بعض الخطوات التي تساهم فى التغيّر نحو الايجابية فإذا علمنا بأن التغيير يبدأ من دائرة التأثير وأن الفكرة التي تقوم عليها دائرة التأثير بسيطة للغاية إلا أنها مؤثرة جدا فهي دائرة تشمل كل القرارات والانفعالات التي تقع تحت تأثيرك وحدك وتحتاج إلى قرار منك وحدك دون انتظار التدخل من أي طرف آخر ، فإذا عزمت على التغيير فابدأ وانطلق بقوة وتجنب التسويف فإنه داء عظيم جدا ، وامنح نفسك الثقة بأنك ستبدأ الآن وستتغيّر الآن ؛ حتمًا ستصل لأهدافك وطموحاتك التي كانت بالأمس كالأحلام واعلم أن البداية القوية تزول معها المخاوف والأحمال وتسهل كثيرًا من الصعاب ولكن إذا عزمت على التغيير وبدأت بقوة ..
فيجب عليك وضع خطة لهذا التغيير لتحقيق أهدافك ، لذلك يجب عليك وضع خطة متماشية مع طموحاتك وهي أولى عمليات التغيير وحسب ، وعليك مجاهدة النفس والصبر والمضي قدُما بخطوات واثقة ناسفـًا خلفك الكسل والوهن وثقافة التقليد والجمود
وأخيراً وليس آخرا لا تنس طلب العون من الله في كل أمور حياتك حيث قال الله تعالى ( وإذا عزمت فتوكل على الله ) واعلم علم اليقين أن التغيير يبدأ من داخلك - كما أشرنا - فقد قال الله تعالى ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )
وفقنا الله وإياكم لما فيه خير ،،،،
جعل الله ماخطته أناملك في ميزان حسناتك ...
وأصلح نيتك وذريتك .
ونسأل الله العظيم رب العرش العظيم ..
أن يوفق أهل الخير وينصرهم على من عاداهم ..
إنه سميع مجيب .
/
دمتم برعاية الله

القصة تساعد على تقبل التغير والتأقلم معه بأسرع وقت حتى لا يضيع الوقت في محاولة إرجاع ما تعودنا عليه
شكرا جزيلا أستاذي الفاضل *abobaker1949*على القصة الــمــفــيــدة،ونــتــمــنـــى أن تــفــيــدنــا بــالــجــديــد
إن شــاء الله