بسم الله الرحمان الرحيم
ظهرت مدارس لتصنيف الترب في الولايات المتحدة الأمريكية (تصنيف وزارة
الزراعة USDA ) وفي الاتحاد السوفييتي سابقاً (التصنيف الروسي الذي أرسى قواعده الأولى الروسي فاسيلي دوكوتشاييف (1897) V.Dokuchaev ، والتصنيف الفرنسي (تصنيف الجمعية الفرنسية لدراسات التربة AFES ) ، والتصنيف البريطاني وتصنيف منظمة الأغذية و
الزراعة ـ اليونيسكو UNESCO - FAO ، وغيرها من التصانيف الأقل انتشاراً في العالم. وتتفاوت هذه النظم التصنيفية في الأسس العامة المعتمدة والعوامل الرئيسة للتقسيم، فمنها من يضع المناخ أساساً وقاعدة، ومنها ما يستند إلى أسس التصنيف الكيماوي، وثمة تصنيف ثالث مختلط يرتكز على المعطيات المناخية والعمليات المنشئية وعلى الخواص الكيماوية أيضاً، ومن أهم المعايير الأساسية التي تعتمد التصنيف الحالي ما يأتي:
ـ تطور المقطع الأرضي الذي يعكس منحى ديناميكياً موروثاً، ونمط التجوية المناخية، ونوع المادة العضوية (الدبال) وتأثيرها في تكوين الترب وتطورها، ودرجة التغدُّق (الهيدرومورفية hydromorphy )
ويعد التصنيف الأمريكي لعام 1985 وتعديلاته اللاحقة 1992، من أهم التصنيفات المعروفة وأكثرها انتشاراً في العالم، ويعتمد هذا النظام على وجود الآفاق التشخيصية أو غيابها ، وهي إما أن تكون سطحية epipedon وإما تحت سطحية subsurface . وبموجب ذلك فقد قسمت ترب العالم إلى عشر رتب orders . أما التصنيف الفرنسي الذي اعتمد على مبدأ الشكل الأرضي الموروث moropho-pedo-genetique الذي أطلق عليه النظام المرجعي الأرضي الفرنسي الجديد لعام 1990 وتعديلاته اللاحقة 1995، فقد اشتمل على أحد عشر صفاً classes ، تمثل أحد عشر أفقاً مرجعياً تعكس التقارب النسبي في عمليات تكوين المقطع الأرضي وخصائصه الشكلية الموروثة الحالية لكل صف من الصفوف، والتي تعكس العمليات البيدولوجية المورثة التي أسهمت في تكوين التربة وتطورها ضمن المشهد (المنظر) البيدولوجي الطبيعي pedopaysage العام.