د.جاد الشامي المدير العام
عدد المساهمات : 1580 تاريخ التسجيل : 08/09/2009
| موضوع: ۞ حوار مع حمار ۞ الإثنين مايو 23, 2011 6:12 pm | |
| ۞ حوار مع الحمار ۞ كان عقله منشغلا لحيرة ما يخفيها في نفسه و كأنه يفكر لما سيجنيه عليه هذا الحوار من انتقادات واسعة أو ربما عواقب وخيمة . وقبل أن أطرح عليه سؤالي توجه بشكره لبعض المجلات و المنتديات الإنسانية، ثم نبس بشفتيه عدة مرات ففاجأني بكل عزم و ثقة في النفس قائلا: - غالبا ما يكون الصمت حكمة و صحيح أنني سكتت آلاف السنين على إهانتي من طرف المعتدين لكن السكوت على الظلم لا يجر إلا مزيدا من القهر و الاحتقار.
* الصحفي: تقول عنكم بعض المصادر بأنكم تفكرون في التجنس و الاندماج وسط المجتمع الإنساني...؟
- قاطعني بصوته المرتفع بعدما صوب أذنيه اتجاهي و كأنه يشير لي بأصابع الاتهام قائلا:
عن أي مصدر تتحدث؟ أتقصد بذلك كلاب الشوارع الضالة أو مجتمعكم النبيل؟ صحيح هي مقالبكم فقديما كنتم تلقون على الغزلان و طيور الغابات بشباككم، بعدما انقرضت ها قد عدتم في ما بينكم تنصبون الفخاخ لبعضكم، تبيعون الخمور و السجائر لأبنائكم و تكتبون على الغلاف "مضر لصحتكم" ’تصنعون سيارات تسير بسرعة الألفين و تعاقبون من يتعدى الألف من حولكم، تلقبون أنفسكم بالإنسان و الإنسانية بريئة من تدليسكم.
* الصحفي: يقال أن جميع الحيوانات لها معتقداتها الدينية عدا الحمير، فهل هذا صحيح؟
- ضحك حتى ضننت أنه ينهق ثم التزم الصمت قليلا فأجابني بصوت خافت : و نسخر من الأنبياء أليس كذلك يا " ابن النسيان "!؟ يا سبب كل الكوارث و الأزمات لكرتنا الأرضية، التفت ببطء يمنة ثم استطرد و كأنه يشاكسني قائلا:عفوا لست أدري أ أنت الآن تطرح علي أسئلة أم تشتمني، لكن لابأس هي مدارسكم، توهمون القط بأن الفأر سبب مجاعته و إذا انقرض الثاني أطعمتم الأول سما وسط الدسم. أما نحن بنو الحمير فنحترم الفيلة بخراطيمها و القردة بتبرجاتها و الديكة بشرابيشها، أنتم مازلتم تتهكمون حتى على المتحجبة منكم و منديلها، فيا مجتمع الحريات ما رأيكم؟ و المنديل فوق رأسها و هو بعيد كل البعد عن رؤوسكم.
* الصحفي: يوهمكم البعض بالعشب و التبن فتنساقون أفرادا ثم جماعات و في الأخير تنصاعون للأعمال الشاقة دون دراية. فما رأيك سيدي؟
- الحمار: شكرا... مسكينة هي الحيوانات الأليفة أمثالنا تصدق الأمور بكل بساطة. زعمتم أنكم صعدتم إلى القمر صدقناكم ولم نكن معكم لا في المريخ و لا زحل، بل كانت بنو الحمير تنادي و تندد لأنها تعي جيدا عواقب ما تفعلون فتبادرون أنتم بالتعوذ من نهيقها، أما اليوم و قد تعودت جلودنا و احترت الأرض و حل بنا الاحتباس. فمخلوق مثلي ليس سمكة قرش حتى لا يطيق العيش على شاطئ البحر آمنا أو استنساخ "لعصفور حمار" يغرد على الأغصان. | |
|