في أي طريق سرنا أنا وأنت؟
ماالدروب التي سلكناها؟ وماالنهاية التي وصلنا إليها
هل سنمضي معاحاملين معنا كل الأحلام؟؟ أم سنمضي وأيدينا فارغة وقلوبنا هاربة وذكرياتنا منسية
وأوراقنا عارية باردة لادفء فيها ولاحياة
تلك الأسئلة تطاردنا باستمرار بعد نهاية حكاياتنا الجميلة مع أي إنسان نصادقه وقبل أن نبدأ بالإجابة عنها وفي لحظات
غضبنا وألمنا التي تنتابنا نعمد إلى تمزيق صورهم القديمة بدافع النسيان
ونجعل أوراق الخريف تتعانق مع صورهم المتناثرة في ذاكرتنا الهاربة من دفاترنا إلى المقاعد الباردة
والسؤال الذي يفرض نفسه لماذا نمزق صورهم وصورنا القديمة؟؟؟
أيامنا الجميلة وذكرياتنا السعيدة التي نلتقطها بصور فوتوغرافية أو التي تلتقطها ذاكرتنا تلك الأشياء الرائعة
كيف نجرؤ على محوها من سجلاتنا من خلال تمزيقها؟
إلام نرمي من خلال تمزيق الصور؟؟
ماهو الواقع الذي نريد أن نحجبه عن العيون؟
بماذا نشعر بعد عملية تمزيق مانحتفظ به ؟؟
عندما نصور لحظات الزمن السعيدة نكون في حالة تصالح مع النفس ومزاجنا راضيا عن الشيء الذي قمنا بأخذه
أما عندما نشعربالخيبة والألم ممن كانوا لنا الأمل والحب والدفء والوطن نمزق الذكريات التي لم يعد وجودها محببا لنا
لكن التخلص من ذكرى أليمة لايرتبط بالواقع الذي نحلم بتغييره
فبرأيي أن تمزيق الصور قد يحدث راحة نفسية عند البعض وقد يشعرون بلحظات الانتصار فهم يحاولون محو الشخص الموجود في الصور من الذاكرة لكنه في الحقيقة لاينهي الذكرى القديمة بشكل كامل لأن الذكرى تتجدد في أمور غير الصورة
كالصدفة فمن منا قادر على محو الصدفة التي يقدرها ويفرضها علينا الزمن؟؟؟
الصورة ليست الشيء الوحيد الذي يربطنا بالماضي والماضي لاينتهي بعملية تمزيق الصور
عندما نتحرر من سلبية انفعالاتنا ونتجاهل كل شيء حتى الألم نضمن لأنفسنا الاستمرار
فعمرنا أغلى من أن نوجعه بأشياء
هي في النهاية مجرد صور
نسرين سورية