لاأدري كيف أعتدت أرتياد المقاهي ، فهي بالنسبة لي ذالك الباب الذي ظل مغلقا زمنا طويلا
أراه من بعيد فلا أرغب بفتحه ، تحجبه عني بعض الأفكار والمعتقدات التى تدور في خلج الإنسان لإنسانيته
وقد لايرى لها معنى
ثم يأتي الزمن لاحقا على تلك الأفكار فينسفها ، ويبدو ولوج ذالك المكان بعدها أمرا مستساقا، تماما
كما حدث معي ، ويحدث في القهوة نفسها أن تجد طابقين الاول لمرتادي القهوة الإعتياديين أما الثاني فهو للشباب
بمختلف ميولاتهم وأحلامهم
وبين الطابقين هناك أختلافات متعددة تتضح في مختلف الأشياء المتعلقة بالمكانين ، ويبدو الأمر واضح لحظة دخولك
فتلاحظ الأختلاف في ديكور، وطلبات التي تذهب إلى الأعلى تختلف أحيانا عن تلك التى في الأسفل
وقد تظل أعواما ترتاد المقهى العلوي حتى يأتي يوما تقف فيه حائرا وقد أحتلت بعض الأفكار جميع
المستعمرات في ذهنك ، فترى أن الطابق العلوي بكل كراسيه البراقة وطاولاته المدورة لم يعد يليق بك
وتلك الطلبات الغريبة لم تعد تنم عن اختياراتك، فتتفاجأ بنفسك وانت تسير نحو الطابق السفلي
تعانق الكراسي البنية وأحاديث المقاهي المعتادة فتختار مكانك هناك
ثم يأتي صاحب المقهى كعادته مسرعا فيسألك : ماهوطلبك ؟
فيقف جوابك حائرا بين أختياراتك القديمة وطلبك الجديد
ثم ترد قائلا : قهوة ياسيدي