عماد صلاح الدين عضو فعال
عدد المساهمات : 806 تاريخ التسجيل : 24/12/2009
| موضوع: ҉҉ تصوير ليل القطب ҉҉ وثائقي ҉ الخميس ديسمبر 24, 2009 9:51 am | |
| في ربيع (عام 1873) عادت الشمس لتظهر فوق المساحات المتجمدة من القطب الشمالي، حاصر الجليد ثلاثة وعشرين رجلاً مع سفينتهم "تيجيت هوف"خلال أشهر الظلام، وهي سفينة شراعية تابعة للبحرية النمساوية، ولكن كان لدى ربانها "فايبرخت" آمال كبيرة بالنجاة من السجن الجليدي، شاركه بحارة السفينة حماسة، خصوصاً مع ظهور الشمس. فريقٌ من التلفزيون النمساوي ينوي إعادة تصوير تلك الرحلة التي خاضها بحارة "تيجيت هوف" في البراري القطبية، كان عليهم أيضاً تحمل المخاطر ذاتها كالرجال الذين جاءوا لتصوير قصتهم، لم يحاول أحدٌ القيام بذلك في هذه المنطقة النائية، كانت رحلة "تيجيت هوف" قصة ملحمية لمغامرة في القطب الشمالي، أبحرت "تيجيت هوف" في صيف (عام 1872) بهدف استكشاف المياه المجهولة في القطب الشمالي شمال "سيبيريا". العثور على طريق إلى آسيا وأسواق الشرق الأقصى كان أهم بكثير من السباق إلى القطب الشمالي، على مر القرون دخلت سفن أخرى هذه المياه المجهولة المغطاة بالجليد معظم السنة، ولكن قائدي السفينة "كارل فايبرخت" "وجوليوس باير" كانا يعرفان أنَّها لم تعد أي سفينة منها. أرخبيل مكون من مائة وإحدى وتسعين جزيرة، لا أحد يعرف عنه شيئاً يقع جنوب الطبقة الجليدية المحيطة بالقطب الشمالي، هنا اكتشف بحارة "تيجيت هوف" الجزر، وأطلقوا عليها اسم "أرض فرانز". وهنا واجهت نهايتها وسحقها الجليد المحيط بها، كيف يصنع مصورو الفيلم نموذجًا للسفينة وينقلونه إلى أبعد منطقةٍ في العالم، لن يتم تنفيذ التصوير على طريقة "هوليود"، حملت السفينة الأصلية اسم قائد بحري نمساوي، "تيجيت هوف" أول بعثة قام بها فريق التصوير (عام 1993) كانت في سفينة الأبحاث الروسية "بروفيسور لوجاشوف"، كان ذلك عبر بحر "بارينز"، السفينة "تيجيت هوف" النموذج، وضعت في عشر حاويات منفصلة تحت سطح "لوجاشوف"، بالإضافة إلى مؤنٍ تكفي ثلاثة شهور في "أرض فرانز"، كان هناك عمل كثير خلال رحلة الأيام العشرة، عند الشاطيء كل عملٍ يتطلب جهداً كبيراً مع وجود رياحٍ جليدية، حتى في الصيف تصل الحرارة إلى خمس عشرة درجةً مئوية تحت الصفر. كان لابد من بذل كل ما هو ممكن لضمان عمل معدات التصوير في الحرارة المنخفضة، في النهاية هذا المشروع الطموح الذي تقوم به شركة تلفزيونية سيحفظ في عددٍ قليل من البكرات، ولكن كما حدث "لتيجيت هوف" نفسها قبل قرن، وجدت سفينة الأبحاث الروسية نفسها محاطة بكتل الجليد العائمة أسرع مما توقع الربان. شعر الجميع على السفينة بالتوتر، لكن هذه العوائق البسيطة طغى عليها خطر أكبر، سفينة "بروفوسر لوجاشوف" ليست مهيئة لمواجهة ظروف جليد خطيرة، مع تشكل الجليد حولهم بسرعة فائقة، كان هناك خوف من أن يصبحوا محاصرين كما حدث "لتيجيت هوف" قبل قرن. إنَّ الخطة دائماً الاستعانة بكاسحة جليدٍ لشق طريقٍ إلى "أرض فرانز"، يبدو الآن أن تلك الخطة ستدخل مرحلة التنفيذ الفوري. أسطول كاسحات الجليد الروسية والمكون من سبع كاسحات نووية، موجود في "مورمانسك"، من هناك انطلقت مهمة أقوى السفن في العالم لإبقاء الطرق مفتوحة قرب "ساحل سيبيريا" إلى مساحة ثلاثة آلاف ميل، هناك دائماً كاسحة جليدٍ تعمل لمساعدة أي سفينة يحاصرها الجليد. حتى مع توفر الطاقة النووية على الربان خوض معركة ضد الجليد بأقصى حذرٍ ممكن، بمحركاتٍ تبلغ قوتها خمسة وسبعين ألف حصان لا تشكل كتل الجليد صعوبةً في هذا الوقت من السنة، لا تحتاج السفينة إلى تغيير مسارها وهي تشق طريقها شمالاً بسرعة اثنتي عشرة عقدة. ولكن في منتصف الشتاء قد يبلغ سمك الجليد ثمانية عشر قدمًا أو ستة أمتارٍ، يستطيع الأسطول الروسي العمل خلال شهور الشتاء، ولكن نفقات شق الطريق كبيرة جدًا؛ لذا فإنَّه خلال خمسة شهور من السنة تكون الغلبة للجليد. بالنسبة لفريق التلفزيون النمساوي كان وصول كاسحات الجليد "تاميير" أمراً يثير البهجة، يعتبر الفريق التلفزيوني أن التباين المدهش بين الصعوبات التي واجهت "تيجيت هوف" والصعوبات الحالية جزءٌ من القصة، بدلاً من منصة المراقبة القديمة في أعلى الشراع تتلقى هذه السفينة فيضاً من الإشارات من قمرٍ صناعي من على ارتفاع مائتي ميل، بعد الفشل في أول مواجهةٍ مع المناخ لم يقدم الفريق التلفزيوني على أي مجازفات....إلخ | |
|