҉҉ إفريقيـــا ҉ بميمبا ҉ وثائقي ҉

إطمأن سأبلغه بذلك ، وإذا احتجت بعض التوابل فهي متوفرة هنا ، هبطت مع طائرة بيليكان في جزيرة بيمبا التي تشبه لوحة جميلة فوق مياه الزرقاء على بعد ثلاثين ميلاً شمال زنجبار ، وقد اتصلت عبر الهاتف الفضائي مع تيري الموجود الآن في محمية ترانجيري على بعد خمسمائة كيلوا متر شمال شرق إفريقيا ، أما بيير لي نورمان وطيارو المروحية فإنهم يشترون ما يلزم من مؤن من أسواق زنجبار ، هذا الزورق غريب الشكل ، مماثل للزوارق التي استخدمتها زنجبار في بدايات القرن العشرين ، لقد تغيرت أشياء قليلة في هذه الجزر المتناثرة ، ومن زنجبار انطلق الرحالة سبيك ووبيرتون وليفيرتون وستانلي ، حيث جهزوا لرحلات في زنجبار ، وقد امتلأت أسواقها بمتطلبات رحالة القرن التاسع عشر ، وهكذا ننطلق غرباً نحو تنزانيا ، سنشاهد كل ما نمر فوقه بطائرتنا الكاتالينا ، وجهتنا هي بحيرة تنجانيقا ، وسنجتاز كامل تنزانيا -بإذن الله- وفي طريقنا نمر ببعض روائع إفريقيا مثل جبل كلامانجارو بقمته التي ترتفع نحو ستة آلاف متر ، وكأنها حارس يراقب سهوب إفريقيا ، ثم سنشاهد منازل قبائل الماساي ، كما نشاهد بركان " لينجاي " وفي أسفله بحيرة " ناترون " ذات الألوان الفريدة على مستوى العالم ، هذه خلاصة لرحلتنا التي ستشمل -بإذن الله- أشياء أخرى كثيرة ، سنجتاز المضيق ثم نسبح قليلاً ، قبل أن نستقل طائرتنا الكاتالينا متوجين نحو " كلامانجارو " .
جون :
لقد شاهدت قطيع فيلة ، سأحاول مراقبتها عن قرب ، وسأخبرك بعددها ، لقد رأيناها إنها في كل مكان ، أرى أنثى مع صغيرها ، انظر .. ما عمره ؟ أسبوعان ؟ أسبوعان لا أكثر ، انظر كيف يخبئ نفسه تحت أمه ، إنها تحميه ، سأدور حولها ، إذا سرنا بسرعة ثابتة وحافظنا على مسافة معقولة ، فلا مشكلة هناك .
تيري :
اسمع يا جون ، أعتقد أنها تتجه نحو النهر ، انظر إلى تلك المجموعة .
جون :
إنني أراها الآن ، سأنتظرك قرب الفيلة ، أنا مضطر للهبوط الآن .
تيري :
كن حذراً رأينا أربع لبؤات .
جون :
إذاً أسرعوا كي لا أصبح فريسة .
المعلق :
كلفني " جون روس " ومعاونوه " تيري كروس راتلي " وفرانك عالم البيئة بتفسير صعوبة التعايش المتزايدة بين أشجار الباو باب ، والفيلة ترانجيري .
جون :
هبطت قرب الأسود أرجو ألا تفترسني أسرعوا .. مرحباً .. أهلاً .. اسمعني إذاً ، لا شك أنها ستصل إلى هنا ، انظر إني أرى قطيعاً كبيراً يقترب منا .
المعلق :
أُعلنت ترانجيري محمية طبيعية عام 1970 مساحة المحمية ألفاً وستمائة كيلوا متر مربع وتضم بين جنباتها أنواعاً حيوانية عديدة ، أهمها الفيلة التي تضاعف عددها ثلاث مرات خلال السنوات العشر الأخيرة ،ومن المناظر المألوفة هنا في فصل الجفاف تجمع أربع أو خمسمائة فيل قرب بركة الماء هذه التي لا تنضب أبداً .
جون :
كل شيء على ما يرام .. انظر يمكن لعشرين شخصاً أن يجتمعوا في هذا التجويف ....إلخ