҉҉ ديناصور معاصر ҉҉ وثائقي ҉

إنه عالم الديناصورات الغامض والمدهش، فالديناصورات أنواع مختلفة ومتعددة، ولها أسماء مختلفة، فهي ليست جميعًا متشابهة، منها نوع يُطلق عليه "الأباتوصورات"، هذا النوع كبير الحجم، طول "الأباتوصور" كارتفاع عمارة مؤلفة من ثلاثة طوابق، حيث يصل ارتفاعه إلى عشرين قدمًا، ويبلغ وزنه نحو ثلاثين طنًا، بحجم ستة من هذه الفيلة، هل يمكنك أن تتخيل أنك تسير في غابة وتجد نفسك وجهًا لوجه مع هذا العملاق.
هذا هو معرض الديناصورات في أكاديمية العلوم الطبيعية في جامعة "فيلادلفيا"، جئنا إلى هنا لنرى كيف كانت الديناصورات على حقيقتها؟ ولنعرف فيما إذا كان الكثير من القصص القديمة عن حياتها في عصر إنسان الكهوف حقيقة أم لا؟
دعونا نبدأ بالذهاب إلى إحداها مباشرة، هذا هو أقرب مكان يمكن أن يقترب فيه إنسان من الديناصور، لقد أُخرج من الأرض على شكل أحفورة، لم يره أحد من الناس.
عاشت الديناصورات على الأرض أكثر من مائة وستين مليون سنة، الديناصور الواحد يمكن أن يعيش أكثر من مائة عام، اختفت الديناصورات قبل الإنسان بملايين السنوات؛ لذلك فحين نرى صورة ديناصور وصورة رجل من رجال الكهوف معًا لا نصدق أن هذا قد حدث، كيف يمكننا التأكد من ذلك؟
الجواب في الأرض، في هياكل الديناصورات إن عظام الحيوان وأسنانه تبقى محفوظة في الأرض لفترة طويلة بعد موت هذا الحيوان، علماء البيولوجيا الذين يحفرون في الأرض ويدرسون المتحجرات يقرءون هذه العظام والأسنان بنفس الطريقة التي نقرأ فيها الكتب وكل متحجرة لها قصة ترويها.
يقوم العلماء ببناء أو تركيب الديناصور من العظام التي عثروا عليها، وذلك عن طريق المقارنة مع الحيوانات الحالية التي يُعتقد أنها شبيهة بالديناصورات التي لها صلة قرابة بها. إنه عمل طويل وشاق.
إن العثور على الأحافير أو المتحجرات ليس سهلاً، وفي حالة العثور عليها، على العلماء أن يعملوا بجد مع العديد من المختصين؛ كي يكونوا قادرين على جعلنا نشاهد كل شيء، ونعرف كل شيء ابتداءً من شكل وهيئة هذه الديناصورات، ومرورًا بالغذاء الذي تأكله وانتهاءً بكيفية تربية صغارها؛ ولاكتمال الصورة على العلماء أن يعرفوا أيضًا شكل العالم أثناء العصر الذي كانت تعيش فيه الديناصورات.
عالم بيولوجيا:
آخر الديناصورات انقرضت قبل خمسة وستين مليون عام، حياة الديناصورات على الأرض استمرت نحو مائة وستين مليون عام.
المعلق:
تُرى كيف كانت الأرض حينها؟
عالم بيولوجيا:
في ذلك الوقت كان المناخ مختلفًا جدًا عما هو عليه في الوقت الحاضر، كانت الأرض مكانًا حارًا وجافًا.
المعلق:
إذًا كانت الأرض حارة وجافة طيلة أيام العام، وبعض العلماء يعتقدون أن الطقس الحار كان الطقس المناسب للديناصورات؛ لأن الديناصورات كالزواحف الأخرى من ذوات الدم البارد، وهذا يعني أن حرارة جسمها تعتمد على حرارة المحيط الذي تعيش فيه، ويقولون: إنه كلما كان الطقس أكثر حرارة كلما كان ذلك أفضل للديناصورات.
تماسيح "القاطور" التي تعيش في الأماكن الحارة هي زواحف من ذوات الدم البارد، فيما بعد سترى أن بعض العلماء يعتقدون أن أحد أسباب اختفاء الديناصورات يعود إلى برودة سطح الأرض تدريجيًا؛ مما جعل الديناصورات غير قادرة على الحياة في هذا الجو البارد، ويقولون: إن الأرض كانت مختلفة بالفعل.
هذه خارطة العالم اليوم، وهذه خريطة ترينا شكل العالم في زمن الديناصورات؛ حيث كانت القارات متصلة مع بعضها، لقد عاشت الديناصورات على الأرض قبل أن تنفصل القارات، وهذا السبب الذي يجعلنا نجد أحافير الديناصورات في العديد من مناطق العالم والتي تبعد عن بعضها آلاف الأميال...إلخ