سلسلة قصص الأنبياء
الحلقه السادسه عشر
الجزء السابع
من
سيدنا ابراهيم الخليل
======================
انتهينا فى الحلقه الماضيه على المعجزه التى آتى بها سيدنا إبراهيم بعد رحلته ليأتى بالتموين من الملك النمرود , وسبق اننا ذكرنا ان الملك اعطى للجميع ما عدا إبراهيم فعاد لزوجته ساره خاوى اليدين ولكنه كان حزينا ولكن الله الهمه بأن يملأ الشوالين بالرمال حتى إذا رأته ساره من بعيد تعتقد انه آتى بالدقيق فيهدأ بالها , وقام بالفعل بذلك . ودخل البيت فى هدوء وترك الشوالين على مدخل البيت وذهب للنوم وهربا من سؤال ساره عن السبب فى عدم إحضار الدقيق . وبعد فتره استيقظ إبراهيم على رائحة الخبيز فإندهش وذهب لزوجته ليجدها تقوم بصناعة العيش فسألها من أين أتت بالدقيق ؟! فقالت انه من الدقيق الذى اتيت به من عند خليلك . فقال نعم والله هو من عند خليلى وطبعا يقصد الله الذى بدل الرمل بالدقيق .
فى الواقع وبعد إنتصار ابراهيم على الملك النمرود الله بسحانه وتعالى اعطى الخير الوفير لإبراهيم من غذاء وتموين قال لعباد الكواكب فى سورة الأنفال :
( وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ﴿٧٥﴾ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا ۖ قَالَ هَـٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ﴿٧٦﴾ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَـٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ﴿٧٧﴾ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي هَـٰذَا أَكْبَرُ ۖ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ﴿٧٨﴾ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ۖ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿٧٩﴾ الانعام
ثم أخذ إبراهيم زوجته ساره وإبن شقيقه لوط واتجهوا الى فلسطين وإستقروا فى مقاطعة نابلس وتحوى بلاد الشام وهى سوريا ولبنان والاردن و فلسطين . وتبين لابراهيم ان عباد الكواكب موجودين فى هذه البلاد وحاول معهم جاهدا لإثبات عقيدته وكان معه ابوه آزر لعله يعتنق دين إبراهيم ولكن أصروا على الشرك . فأخذ زوجته واتجه الى مصر وكان بها ملك جبار ومن شريعته ان أى سيده متزوجه له الحق فى التمتع بها ثلاثة ليالى . أخفى إبراهيم زواجه من ساره على الملك وكانت ساره تتمتع بجمال ليس له مثيل حتى أن الرسول صلى الله عليه وسلم - قال : ( رأيت فى السماء الثالثه يوسف الصديق فإذا هو وجدته ساره قد اعطاهم الله نصف الحسن كله )
اى ان نصف الجمال فى العلم كله نصفه ليوسف وجدته ساره
واتفق إبراهيم مع زوجته ساره على انه إذا سؤلت عنه تقول انه اى إبراهيم أخى وحتى يقيها من شر الملك . وهنا دعت ساره ربها وقالت :
( اللهم ان كنت تعلم اننى اطعت الله ورسوله وحصنت عرضى إلا عن زوجى إبراهيم فإمنع عنى هذا الفاجر )
ثم دخلت ساره على الملك فإرتعشت يده بسرعه فصرخ وقال لقد أدخلتم على شيطانه أخرجوها .
وهنا حمدت الله وقالت لإبراهيم وقانى الله من شره واثناء حوار ابراهيم مع ساره علم كبير الحرس ان ساره زوجته وليست اخته فأسرع للملك وأخبره فإستدعاها مره ثانيه وعندما ادخلوها مرة أخرى إرتعشت اليد ألأخرى وصرخ مرة أخرى وقال أخرجوها .
وعاد كبير الحرس للملك وقال له لما تركتها ؟ فقال الملك انها شيطانه . فقال كبير الحرس ان جمالها هو الذى اوحى له بذلك ولابد ان يأخذ حظه منها . فتم إستدعائها مرة ثالثه ولكن هذه المره عرفت ساره ان الله معها وعلم الملك انها زوجه فإحترمها وخاف ان يحدث له شئ ولكن سألها وقال لها كل شئ لديها فيه وفره من الجمال والحسن ماعدا كفيها وسألها عن السبب ؟
فقالت ساره انها تساعد زوجها فى العمل . فقال لها لا ينبغى لهذا الجمال ان يهان فى العمل وأهداها جاريته هاجر.
وعندما خرجت ساره سألها إبراهيم ماذا فعل معها الملك فقالت :
لقد كف عنى الله يد الفاجروأهدانى هاجر .
بعد ذلك أخذ ابراهيم زوجته وهاجر وعادوا الى فلسطين .
وكانت ساره عقيمه وسنها فى هذا الوقت 90 عام وكانت المرأه فى هذا العهد إذا وجدت نفسها عقيمه تختار لزوجها زوجة أخرى لتنجب له , فرشحت ساره هاجر لكى يتزوجها ابراهيم , وهنا طلب ابراهيم من هاجر الزواج منها مقابل عتقها . وتم الزواج
ولكن آثارت الغيره قلب ساره وبدأت رحلة العذاب بين ساره وهاجر.
وسوف نتعرف على هذا فى الحلقه القادمه
ابوبكر
الأحد يوليو 04, 2010 7:49 am
