҉҉ بحيرة الملوك ҉҉ وثائقي ҉

تعدّ بحيرة "تونليساب" في الجزء الغربي من "كامبوديا" أكبر بحيرة للمياه العذبة في جنوب شرق "آسيا"، ولقد لعبت دائمًا دور المنظم لدلتا نهر "نيكونغ"، كما أنها مصدر رزق لكثير من الصيادين.
منذ عهد ملوك الهياكل في "أنكر" كانت بحيرة "تونليساب" تزوِّد الكامبوديين بالغذاء، اليوم لا يزال أكثر من مليون كمبودي يعتاشون من صيد الأسماك، ولكن في الأعوام القريبة الفائتة انخفض عدد الأسماك.
لقد استنزفت بحيرة الملوك حيث ارتفع فيها عدد السكان، كل يوم عند المغيب يحضر الصيادون عشرات الأطنان من الأسماك إلى ميناء "سيمريب" وهي المدينة الرئيسية في الجانب الشمالي من البحيرة.
تباع الأسماك طازجة ومجففة ومدخنة ومجمدة وهي لا تزود كامبوديا فقط بل البلدان المجاورة مثل "تايلاند" و "فييتنام" و "لاوس"، في كل عام أكثر من 300 ألف طن من الأسماك تصطاد من بحيرة "تونليساب"، وتقدر عائداتها السنوية بـ 200 مليون تقريبًا.
يوجد كل شيء في البحيرة كالقريدس والأونكليس والمحار وبلح البحر والأسماك تحديدًا حيث تحتوي البحيرة على أكبر نسبة أسماك في العالم، تصل إلى 200 نوع 40 نوعًا منها صالحة للطعام، ولكن كيف تحصل جميعها على الغذاء؟
يكمن سر بحيرة "تونليساب" هنا في الغابة التي غمرها الفيضان كل عام وبعد موسم الجفاف تتسبَّب الرياح الموسمية بظاهرة طبيعيَّة قويَّة، في الجزء الجنوبي من البلاد يتسبب تراكم المياه في قلب تربة نهر الميكونغ، وبدل أن يصب في البحر يغيّر النهر اتجاهه ويصب في البحيرة التي تمتلئ وتفيض على الأرض المحيطة فيرتفع منسوب المياه حتى 15 مترًا.
نتيجة لذلك تفيض مئات آلاف الهكتارات في الغابة بالماء، إنها فرصة رائعة للحيوانات المائية، تأتي الأسماك لتضع بيوضها في ثقوب الأشجار والشجيرات المنبثقة، احتماءً من الرياح والأمواج وأشعة الشمس، تشكل الأوراق والأغصان المتعفنة في الماء مصدر غذاء لصغار الأسماك.
أحب الغابة بكلّ ما تقدمها لنا من أسماك وحيوانات برية، وبصورة خاصة لأجيال المستقبل، اطلب من الجميع أن يساعدوا لحماية الغابة كما أودّ أن أعلمهم أن يأخذوا من الطبيعة ما يحتاجون إليه فحسب.
اتبع ملوك "أنكور" فكرة صائبة فمنذ أكثر من 1200 عام، بنو ممالكهم في هذه المنطقة شجعهم على ذلك وفرة الغذاء في البحيرة الكبرى، إنَّ كميَّة المياه الكبيرة مكَّنتهم من بدء نظام هيدروليكي لري السهول الخصبة المجاورة ما جعل "أنكور" واحدة من أكثر الحضارات ازدهارًا في تاريخ قارة "آسيا"....إلخ