سلسلة قصص الأنبياء
الحلقه السادسه والعشرون
الجزء الثانى
من
قصة بنى الله موسى الكريم
===============================
سيدنا موسى عليه السلام قالوا يعض المؤرخين انه من نسل اخناتون آله الشمس وان العباده اليهوديه والمسيحيه مشتقه من عبادة اخناتون . ونحن هنا نرد عليهم ونقول ان موسى مصرى من حيث السكن والميلاد إلا انه من حيث الاصل هو عبرانى من العبريين لانه من سلالة سيدنا يعقوب لأن مابين يعقوب ومهم ثلاثة جدود لان عمران ابو موسى هو بن قاهد وقاهد بن لاوى ولاوى بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم هذا هو نسب موسى الكريم وسبب مصريته هو لما قال يوسف عليه السلام لأخوته :
اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَـٰذَا فَأَلْقُوهُ عَلَىٰ وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٩٣﴾يوسف
ويهمنا هنا قوله أتونى بأهلكم اجمعين وكان من ضمن اهل يوسف وأخوه لاوى الجد الثالث لموسى . فمكث فى مصر وظلوا يتناسلوا لمدة 220 عام حتى ولادة موسى وكثروا الإسرائليين وكانوا عندما أتوا الى مصر مع يعقوب عندما ارسل فى طلبهم يوسف كان عددهم 73 شخص فقط وفى خلال 220 عام اصبحوا670 الف ومعروف الن العبرايين يحبوا التناسل والكثره وحتى يقوى شوكتهم وللمعلوميه ان كان عددهم عام 1948 وقبل وعد بلفور اى قرار التقسيم 750 الف فرد .
وكان الحكم فى ذلك الوقت فى مصر للهكسوس وهم من غير المصريين وظلوا فى مصر 400 سنه حتى حكم مصر احمس وهو مصرى واحمس الاول هو اول الملوك الاسرة 18 وقام بطرد كل الاجانب من مصر وطهرها من الظلم والمفسدين . ثم نظر الى بنى اسرائيل الموجودين بمصر وكان احمس يظن ان هولاء الاسرائليين هم كانوا يساعدون الهكسوس ويمهدون وجودهم بمصر ثم وجد عددهم فى إزدياد مستمر ويمتلكون اخصب الاراضى فى شمال الدلتا وكان يريد طردهم من مصر ولكن وجد فى طردهم ان قلة العماله حيث انهم كانوا يعملون فى مهن معينه ففكر فى ان يضاعف عليهم العمل ويسند اليهم اعمال شاقه بعيقهم عن الخلفه والاذدياد المستمر فى نسلهم ومعاقبتهم على تسهيل دخول الهكسوس لمصر . وكانت العقيده عند الكهان وقت ذاك وهم رجال الدين الروحيين ان نزع الملك من الفراعنه عن مصر سيكون على يد مولود اسرائيلى فأخذوا قرار بذبح كل مولود ذكر يولد وارسلوا لإمرأه تدعى شفره وأخرى تدعى فوعه وطلبوا منهما ان اى إمرأه تولد ذكرا يبلغوهم فورا لذبحهم .
إِنَّفِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ﴿٤﴾ القصص
وهنا قال الله تعالى :
وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ﴿٥﴾ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ ﴿٦﴾ القصص
اى ان الله سبحانه وتعالى منفذ قدره مهما اخذ فرعون وهامان حذرهم بقتل الاطفال .
ولكن قالوا الكهان لفرعون بأن ذبحه للذكور سيقلل الرجال وسوف تضعف القوه للجيش فعدل فرعون عن قراره واخذ قرار أخر بأن ذبح الذكور يكون عام للذبح والعام التالى يعفوا من الذبح
وكان سيدنا هارون الأخ الاكبر لموسى ولد فى العام الذى لا ذبح فيه وموسى ولد فى عام الذبح . وإستوقفنى نقطه مهمه هنا لماذا لم يرسل الله هارون والذى ولد فى عام الامن وارسل موسى فى عام الذبح ؟ وكأن الله سبحانه وتعالى يقول ان مهما كان الحذر والتخوف من جهة فرعون وهامان والخوف والحذر من جهة يوكابت زوجة عمران وام موسى على طفلها موسى فإن قدره نافذ من ناحيه هدم عرش فرعون على يد موسى ورد موسى لامه من ناحية أخرى . وهذه آيه مهمه ياأحبائى الكرام ان قدر الله لابد من التسليم له لان الله يعلم ونحن لا نعلم وأن اى إعتراض ربما نتعرض لغضب الله وليعوذ بالله من غضبه . فنرضى بما قسم الله لنا .
ام موسى عندما وضعته خافت عليه وكانت لها بيت على ضفاف النيل فأوحى الله لها ان تقوم برضاعته ولا تخشى شيئا وإذ شعرت بالشفارين ضعييه فى صندوق معد مسبقا بالعوازل حتى لا يدخله المياه وضعى موسى فيه . ولا تخافى عليه من شئ
وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿٧﴾ القصص
وهناك وكما جاء فى روايه البخارى ان عندما شعر يوكابد بقدوم الشفارين فقامت بوضع موسى فى الصندوق كتليمات الله لها ونسيت ان ترط الحبل المتصل بالصندوق فى الودت وهو كالمعتاد
حتى ينصرفوا الشفاريين ثم تعيدوا مرة أخرى لحضنها فإنجرف الصندوق ودفعته المياه بعيد عن بيت امه وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَارِغًا من شدة قلقها على موسى وكادت ان تصيح وتصرخ من اجل انقاذ ابنها لولا ان الله امسك عليها برباط الجأش حيث قال :
إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٠﴾ القصص
ثم قالت ام موسى لاخته مريم راقبى الصندوق
وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿١١﴾قصص
وهنا وصل الصنوق الى قصر فرعون . ولكن اريد ان اذكر لكم ان هناك آيه فى القرآن تحمل أمرين ونهيين وخبريين وبشارتيين وهى :
وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿٧﴾ القصص
وصل الصندوق على الشاطئ وكانت ابنة فرعون مع أخريات يسبحن فى النهر فرأو الصندوق فنظروه فإذا بغلام جميل الصوره يمص اصبعيه صباع يمص عسل والثانى لبن .
وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي ﴿٣٩﴾
هذه الآيه ارجوا ان نعنى بها جيدا لانها السبب فى نجاة موسى من بطش فرعون .
عندما التقطوا موسى من الصندوق فتبين لهم انه عبرانى اسرائيلى وقرروا قتله ولكن كان موسى لا يراه احدا الا احبه بفضل الآيه السابقه لان حب الله له جعل كل من يراه يحبه . وهنا قالت زوجة فرعون وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿٩﴾
ولكن كانت هناك مشكلة رضاعة موسى وقد اوحى الله لموسى ان لا يقبل الرضاعه من اى إمرأه وهنا اخذوه الى السوق ليبحثوا له عن مرضعه وكانت مريم شقيقه موسى ترافبهم عن بعد فعندما علمت انهم يبحثون عن مرضعه قالت لهم انها تعلم ان هناك إمرأه قويه وعفيه تسنطيع ان تقوم بالرضاعه وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ ﴿١٢﴾ فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّـهِ حَقٌّ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿١٣﴾ القصص
وصدق الله وعده لام موسى . وبعد ان تم فطام موسى ظل فى منزل فرعون حتى بلغ عمره حوالى 30 عام وخلال هذه المده تعلم من الكهان كثير من الروحانيات . وتعلم من القدماء المصرين فنون كثيره جلعته ملم بكثير من الامور الدنيويه وعلم ان الكهان نفسهم لا يؤمنون بفرعون كأله وانه بشر عادى ولكنهم يخافون بطشه .
ودائما وفى كل عصر يوجد البطانه السوء والتى تعطى صوره للحاكم والغير حقيقيه .وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَىٰ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿١٤﴾
وهنا كان موسى يعامل لولى للعهد وكان قومه من الاسرائليين والموجودين يتعاملون بالحسنى .
ولكن كان بينهم الموحدين ومن الوثنيين فأراد ان يجمع من على ديانته ويفصلهم عن الوثانيين فماذا فعل هذا ما سنتناوله ان شاء الله فى الحلقه القادمه
ابوبكر مشتهرى
الأربعاء يوليو 14, 2010 9:55 pm
