حول إسم الجلاله " الله تعالى "

حول إسم الجلالة

الله تعالى

الحديث الآن عن الله عز وجل , وهذا الموضوع مهم جدا , حيث

نتعرض دائما من جانب الناس , وخاصتا من الشباب الذين

زادت ثقافاتهم الدنيوية وطغت على الروحانيات التى حرموا منها

فعجزوا عن إدراك مقومات الإسلام

وواجبنا وواجب كل غيور على الإسلام التصدى لهذا بالصدر

الواسع والوجه الطيب

ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ

وقد ثبت أن النبى

" صلى الله عليه وسلم "

أتاه رجل وقال له "

يارسول الله , إن الشيطان يحدثنى بأشياء لو خررت من السماء

فتخطفنى الطير أو هوت بى الرياح فى مكان سحيق لكان أهون

على من أن أذكرها .

فقال رسول الله

" صلى الله عليه وسلم "

هون عليك نفسك .. أليس ذلك الشيطان يقول لك :

من خلق الخلق ؟

فتقول أنت : الله

قيقول لك : ومن خلق الله ؟

قال : بلى يارسول الله

قال : الحمد الله الذى رد كيده إلى الوسوسة

وفى رواية

( لا تخف فهذا صريح الإيمان , وإذا أحسست بشئ من ذلك

فقل :

آمنت بالله , أو لا إله إلا الله , أو قل " قل هو الله أحد " ينصرف

عنك )

وما ذلك إلا سبب عبادة من قبلنا الأصنام , لأنهم كانوا ماديين

لا يؤمنون إلا بما تدركه حوسهم

ومن المفيد أن نرد على هذا المستوى من التفكير ونضرب له

المثل الملائم لعقله , فنقول لك مثلا :

هل الهواء موجود ؟

فيقول لك نعم

فسأله

مالونه ؟ فيقول

لا لون له . فما جرمه ؟

ليس له جرم

فما طعمه ؟

لا طعم له

فقل له :

كيف تؤمن بوجود شئ لا لون ولا طعم ولاجرم ؟

فسيقول :

ذلك لأننى أحس به

وهنا نكون قد إقتربنا من إجابة السؤال وعلى لسانه هو , فقل له :

ونحن أيضا نحس بالله فى فطرتنا وقلوبنا وفيما أمامنا من إبداع

السموات والأرض

( فَانظُرْ إِلَىٰ آثَارِ رَحْمَتِ اللَّـهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا)

وهذا ما يسمونه دليل الإبداع , أى الصنعة تدل على الصانع , ولأن العدم

لا يمكن أن يولد الوجود , لأن فاقد الشئ لا يعطيه .

وألى لقاء آخر

تحياتى

a
&
m

أحسن الله اليك اخي الفاضل abobaker
موضوع جميل ومفيد.
ألف شكر لك

نتابع

( 3 )

ذات الله

فهى لا تدرك من قبل خلق الله جميعا .

وأجمع العلماء على أن العجز عن إدراك ذات الله هو عين الإدراك

وقد ثبت أن النور لا يرى ولكن ترى به الأشياء , ولما كان الله

نورا فهو لا يرى ولكن هو يرى , والله والله تعالى ليس كذلك

النور الذى نراه فى أى مصباح أو شعاع , ولكن ليس لذات نوره

صفة توصف به , وليس هناك عقل يدرك ذات النور

اللَّـهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ

فالهواء لا نراه وهو مخلوق والجن لا نراهم وهم مخلوقون , فما

بالنا بالخالق , كذلك التيار الكهربائى لا يرى وهو مخلوق .

فكأن الله يقول :

إذا عجزتم عن إدراك بعض مخلوقاتى فكيف تدركوننى أنا

لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ ( الأنعام 35 )لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ( الشورى 11 )

أما من جهة الصفات

وهو

الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ

الخ

من الأسماء الله الحسنى

فهذه ندركها كمعانى , ولكن حقيقة الصفات لا ندركها , بمعنى

أننا لو أخذنا صفة من الصفات الفعلية مثل المنتقم , وذلك كما

ذكرنا , فهو ليس كمثلنا فى غضبنا , تعالى وتقدس , كذلك

بالنسبة للرحيم , نحن نؤمن بأن الله رحمن رحيم , إنما الرحمة

بالنسبة لنا نحن رقة فى القلب وعاطفة , ولكن الله عز وجل

تعالى عن ذلك علوا كبيرا , ولا ندرى حقيقة رحمته , وإن كنا

نرى حقيقة رحمته , وأن كنا نرى آثار صفاته تعالى , ولذلك لم

يقل الله فى القرآن :

فانظر إلى رحمة الله ولكن قال :

فَانظُرْ إِلَىٰ آثَارِ رَحْمَتِ اللَّـهِ ( الروم 50 )

ذلك أن الرحمة الإلهية نفسها لا تدرك منا .

أما من جهة الأفعال

وهى ما يختص بعظمته فى الخلق والإبداع والسماء والليل

والنهار .. الخ

فهذا ما يمكن الإحاطة ببعض عجائبه من جهة مباحث الله الثلاثة

هى أفعاله فى الكون والأنفس وما خلق الله من شئ , وكان

الصديق أبوبكر يقول :

عرفت الله بنقض العزائم , أى أننى أعزم على الشئ ثم تنقض

عزيمتى , فدل ذلك على وجود قوة أخرى محركة لهذا الكون

بحار سأل جعفر الصادق :

كيف عرفت الله ؟

فقال جعفر :

أما

أدركك يوم فى البحر هاجت فيه الرياح وأضطربت الأمواج ؟

فقال البحار :

نعم

قال :

فكيف يكون حالك عندها ؟

قال :

أخشى الغرق

قال :

فهل هذه الخشية من الغرق مصحوبة بشئ من الرجاء فى

النجاة ؟

فقال جعفر الصادق :

من ترجو؟

قال :

لا أعلم , ولكن قلبى ساعة الخطر يتجه الى قوة كامنة أحس بها

ولا أدركها وأطمع أن تكون نجاتى على يديها .

فقال جعفر :

هذه القوة هى الله وحده , أنكرته فى الرخاء واتجهت إليه فى

الشدة

وسئل الإمام مالك :

بم عرفت الله ؟

قال :

باختلاف الأصوات والألوان , وذلك حتى بالنسبة للأشقاء

ومن العجيب فى حكم الله أن البهائم لا تتمايز , فتجد معظم

الفراخ مثلا شكلها واحد , ولكن الإنسان يتمايز فى الصوت

والشكل

وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ

الروم 22

وذلك حتى يتم معرفة المجرم من البرئ , والظالم من المظلوم

والعاصى من الطائع , ويتمايز الناس ليستطيعوا العيش .

وللحديث بقية

إنتظرونا

أ
*
م

نتابع

الأخيرة

وسئل الإمام الشافعى

" رضى الله عنه "

بم عرفت الله ؟

قال :

عرفته بورقة التوت

قالوا

:

وكيف ؟

قال :

لونها فى كل الدنيا وحرمها واحد وطعمها واحد , ومع هذا

فإن الغزالة إذا أكلتها خرج منها المسك , والنعجة إذا أكلتها

خرج منها اللبن , والنحلة إذا أخذت رحيقها خرج منها العسل

والدوده إذا أكلتها خرج منها الحرير , فالطعام واحد والناتج

مختلف .وذلك يدل على أن للكون ربا يشكل ويلون حسب إرادته

وقيل للإمام أبى حنيفة

بم عرفت الله ؟

قال :

حين كنت قادما رأيت فى نهرالعراق أمرا غريبا , فقد رأيت

ألواحا خشبية تجمعت فجأة من غير مجمع , ثم صنعت من

نفسها سفينة من غير صانع , ثم وضع فيها الشراع من غير

واضع , ثم ثقلت بالسلع والبضائع من غير شاحن , ثم سارت

تمخر عباب البحر تتفادى كل من قابلها من غير ربان , فقال

الملحدون :

إنك مجنون , كيف ذلك ؟

قال :

بعينى رأيتها .

قالوا :

أصنعه بغير صانع ؟

قال :

إذا حكمتم بجنونى لأنى ادعيت أن السفينة من غير صانع

فكيف لا أحكم بأنكم مجانين وقد أدعيتم أن هذه السماء

بشموسها وكواكبها , وهذه الأرض بأقطارها وحبوبها ونباتها

وجبالها وجدت من غير صانع

فالصانع هو الله

وقيل للإمام احمد

بم عرفت ربك ؟

قال :

بقلعة حصينة متينة لا ثغر فيها ولا باب , ظاهرها أبيض كالفضة

المذابة , وباطنها أصفر كالذهب الرنان , إنشقت فجأة فخرج منها

حيوان سميع بصير , قالوا :

كيف ؟

قال :

ذلكم ألبيضة , ألستم تسلمون معى أنها قلعة حصينة متينة

ظاهرها كالفضة البيضاء وباطنها أصفر كالذهب

قالوا :

نعم

قال :

وليس فيها ثغرة ولا شباك

قالوا :

نعم

قال :

فإذا نضجت بعد ثلاثة أسابيع تنشق فجأة ويخرج منها الكتكوت

أين كان ؟

وكيف كان يعيش ؟

ومن الذى صان عليه حياته وأمنه من العطب حتى خرج سليما

ثم قال :

كيف يخرج الكتكوت؟

قالوا :

أحيانا تنقر له أمه فيخرج

قال :

سواء هذا أم ذاك , فمن الذى علمه أن رزقه خارج البيضة ؟

ومن الذى ألهمه , ومن الذى ألهم الأم فى الحالة الثانية

أن البيضة قد نضجت وأنها إذا كسرتها فسيخرج لها إبن

ولم يثبت أن فرخة كسرت بيضة وخرج منها كتكوت أعور

أو مجروح نتيجة لنقر الأم , فمن الذى ألهمهما بالمكان والعمق

ودقة النقر التى تنقر بها البيضة , ثم من الذى ألهم الكتكوت

حين خروجه من البيضة أن رزقه فى الأرض يلتمسه بمنقاره

وألهم ابن البقرة بعد ولادته أن رزقه فى ضرع إمه لا فى الأرض

؟؟؟

إنه الخالق سبحانه وتعالى

البارئ المصور

صُنْعَ اللَّـهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ

النمل 88

أحبائى الكرام

هذه نقطة فى محيط من الدلائل على وجود الله

سبحانه وتعالى

تحياتى

أ
*
م

» تعالى
» إذا كنت محباً صادقاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتخلق بأخلاقه
» معنى الحب عند رسول الله صلى الله عليه و سلم
» بعض اصوات مخلوقات الله
» القصاص من الله