.بالنسبة إلى الكثير من محبّي العطل، يكمن فرح التجوّال في المقطورة في أنكم إذا شعرتم بالملل في مكانٍ ما، ما عليكم سوى توضيب أغراضكم، وتحضير المقطورة والتوجّه نحو آفاق جديدة.
إنّ نوادي المقطورات موجودة في المملكة المتّحدة منذ عام ألفٍ وتسعمئةٍ وسبعة قد يتذكّر البعض قضاء عطلات في ظل طقس ماطر على أنه تجربة مريعة. لكنه أمر شائع جداً اليوم بقدر ما كان في السابق. نحن نحتلّ المرتبة الثانية بعد الولايات المتّحدة في حبّنا لمنازل العطل المتنقّلة.
لكنّ البريطانيّين ليسوا الوحيدين الذين يحبّون قضاء العطل في التجوّال على الطرقات. لا يزال هذا المصنع في (ألمانيا) يُصنِّع تصاميم بيضاويّة الشكل بنجاح، وهي بُنِيت للمرّة الأولى في الخمسينات.
تبدأ عمليّة بناء المقطورة بهيكلها. إذا كانت المقطورة ستكون متنقّلة وستسبّب الفوضى على الطرقات خلال عطل المصارف، فهي تحتاج إلى دواليب.
تتصّل القاعدة المؤلّفة من طبقة خشبيّة ببعضها الآخر وهي معدّة للاتّصال بمحور الدولاب.
إنّ محور الدولاب مغطّى بالزنك لمقاومة الصدأ، وهو يشكّل تصميماً خفيفاً ابتُكر بشكل خاص لهذه المقطورة.
بعد تثبيت كلّ شيء في مكانه المحدّد، يتمّ تركيب هيكل المقطورة، فيصبح جاهزاً للمرحلة التالية.
بعد تحضير الهيكل، يمكن تثبيت الدواليب، لكنها تحتاج إلى إطارات تغلّفها أوّلاً. تُلصَق هذه الأخيرة بالغراء في المكان المخصّص لها على الهيكل، وتُركَّب الدواليب تحتها.
على الطرقات العاديّة، يمكنها أن تقطع بسهولة مسافة مئة كيلومتر في الساعة.
غير أنّ سائق السباقات الألماني (هاري مولر) كان مصمّماً على تسجيل رقم قياسيّ عالميّ في السرعة بقيادة المقطورات. في نوفمبر ألفين وأربعة حطّم الرقم القياسي السابق بقطع مئتين وثلاثين كيلومتراً في الساعة في هذه المقطورة، لكنّ هذه المقطورات معدّة لتوفير الراحة خلال التنقّل لا للسرعة.
لكي تكون المقطورة عمليّة، يجب الاستفادة من المساحة التي توفّرها. الأسِرّة مزوّدة بأدراج في أسفلها مخصّصة لتخزين الأغراض، وكذلك الأمر بالنسبة إلى المقاعد، وهي تتّصل كلّها ببعضها البعض.
ولكن أيّ مقطورة يمكن أن تكون كاملة من دون القماش الملوّن اللامع لتغطية الوسائد؟
يمكن أن تتّسع أدراج الأسِرّة في هيكل المقطورة الذي تمّ تركيبه سابقاً وأن تركّب في مكانها، ولكنّ المقطورات توفّر استعمالات مفيدة أخرى مخبّأة في طيّاتها.
لِنأخذ هذه الطاولة مثلاً. في لحظة تكون قاعدة للسرير، وفي اللحظة التالية تصبح منصّة ممتازة ومثالية لتناول تلك الوجبة التقليديّة الخاصّة بالمقطورة وسط حقلٍ ما.
لا شك في أنّ متعة التجوّال بالمقطورة لا تنحصر بموسم الصيف. فأجهزة التدفئة الحديثة أفضل بكثير من أيّ وقت مضى، كما أنّ هذه المنازل المتنقّلة البيضاويّة الشكل والمعدّة للعطل مجهّزة بجهاز تدفئة خاص.
يمكن لجهاز التدفئة أن يُدفئ بسهولة مساحة خمسة عشر متراً مكعّباً، وهو أكثر من كافٍ بالنسبة إلى هذه المقطورة الصغيرة.
بعد تجميع كلّ القطع، تبدأ المقطورة باتّخاذ شكلها التقليديّ. ففي هذا النموذج بالتحديد، يشكّل شكلها البيضاويّ جزءاً مهمّاً من هويّتها وجاذبيّتها.
كانت المقطورة التي صُمّمت في الأصل خلال الخمسينات شائعة جداً في ألمانيا الشرقيّة تحديداً. لكنّ سحر التجوّل بالمقطورة تراجع لسبب ما في أواخر الثمانينات، وعام ألفٍ وتسعمئةٍ وتسعين توقّف إنتاجها كليّاً.
لكنّ شكل المقطورة بقي في أذهان محبّي المقطورات الألمان، ما أدّى إلى انتعاش إنتاجها مجدداً.
لقد ساعدت مواد البناء الحديث في تحديث التصميم، لكنّ الشكل التقليدي لم يتغيّر.
إنّ سقف البولسترين مثبّت في مكانه وهو آمن جداً. يساعد ذلك في عزل الحرارة في المقطورة، لكنّ ذلك لا يدوم طويلاً.
للاتّقاء من سوء أحوال الطقس، تشكّل طبقة رقيقة من الألمنيوم القطعة الأخيرة التي يجب تثبيتها. وتعطي هذه القطعة الخفيفة الوزن، حماية أفضل من العناصر الخارجيّة. يقوم العمّال باستعمال أداة لِكيّ الألمنيوم وتسطيحه.
تعطي الأطراف البلاستيكيّة نزعة عصريّة للتصميم، وهي تأتي بألوان متنوّعة جدا، لم يبقَ لنا إلاّ تعبئة الثلاجة بالطعام وقيادة المقطورة إلى حقلٍ في مكان ما وركنها هناك.
لا شيء يضاهي التخييم في فندقكم المتنقّل الخاص. إنها المقطورة العصريّة البيضاويّة الشكل.
.