الجزء الثاني
بعد ان تجرع الشاب انواع الضرب و فقد نقوده و كل ما يملك اصبح فعلا بحالة يرثى لها
قضى ايام لا يحسد عليها من جوع و تعب و آلام الى ان استطاع اخيرا ان يعود
الى استاذه ... طرق الباب و ما لبث ان رأى الاستاذ حتى قال :
- الم اقل لك انك لم تتلقى كل الدروس
صاح الشاب :
- بالله عليك علمني ما لم اتعلم
وافق الاستاذ و قال للشاب :
- شرط ان تفعل كل ما اقوله لك دون اعتراض
فرح الشاب وعد بذالك مرة فترة طويلة والشاب بتلقى الدروس عن الاستاذ
تغيرت ملامح الشاب لان الدروس هذه المرة كانت خارج نطاق الغرف و الكتب ,
كانت في الهواء الطلق بين الناس و الازقة و الاسواق , اسمرّ وجهه كثيرا و
طالت لحيته و تعلم الكثير و الكثير الى وصل يوم ناداه الاستاذ و قال له :
- يا بني اذهب الى حيث ما تشاء لم يبقى شئ لم تتعلمه
شكرا الشاب الاستاذ كثيرا و خرج و هو فرح بعد فترة طويلة من الدراسة و
التعلم و عند عودتة فكر ان يمر بنفس القرية التي مربها من قبل , و فعلا
وصل اليها , لم يتعرف عيه اي شخص لشدة ما تغير من ملامحه ,
و عندما حان موعد الصلاة ذهب مع الجميع كي يصلي فوجد نفس الامام ( الشيخ
) سلم عليه و اجابه الامام السلام دون ان يتعرف عليه
بقلم
انوار صفار