الجزء الثالث والاخير
جلس الشاب مع الجماعة و صار يستمع الى الامام و هو يخطب , لاحظ الشاب ان
الشيخ قد زادت اخطائه , و صار ينقل الاحداث بشكل خاطئ و الآيات القرآنية
ايضا , سمع الشاب كل هذا و صار يصرخ باعلى صوته :
- ما اروع ما اسمع الله أكبر --- رائع يا شيخ
سمع الشيخ هذا الكلام و فرح كثيرا و صرخ بالناس :
- اليس عيبا عليكم ان تتركوا ضيفا من افضل خلق الله يجلس في الصفوف
الاخيرة اين كرمكم ؟ اين ضيافتكم ؟؟
انفتحت الطريق امام الشاب و راح الكل يدعوه الى ان وصل الى الصف الاول و
جلس يستمع الى الامام و صلى من بعده , بعد الصلاة جلس مع الناس هم يسالون
و هو يجيب على اسئلتهم , احبوه بسرعة و صاروا يتسابقون على استضافته في
بيوتهم , قضى اليوم الاول في بيت احد الاشخاص و في اليوم الثاني حضر الى
الصلاة و فعل كما فعل في اليوم الاول و صار يردد انه لم يسمع مثل هذا
الكلام في حياته رغم انه درس في مجال الدين لكنه لم يسمع كلاما جميلا
كهذا ( لاحظ هو لم يكذب) , المهم , الامام فرح كثيرا , لم يستطع الا ان
يقول :
- نتمنى ان يقوم ضيفنا الذي تلقى دروس في الدين غدا بالقاء الخطبة --
فرح الشاب كثيرا , هذه هي الفرصة التي كان يتنظرها , في اليوم التالي وقف
على المنبر و تكلم كلاما جميلا سرعان ما رحب به جميع اهل القرية و اخيرا
قال :
- يا جماعة --هل تعلمون ما رأيت امس في منامي ؟ رأيت ان هذا الامام له
منزلة عالية جدا عند الله بحيث ان كل من ياخذ خيط من ملابسه الداخلية
يكون مثواه الجنة ...
هرع جميع اهل القرية يمزقون ثياب الامام كي يحصلوا على خيط من ملابسه
الداخليه و هو بين ايدهم كالعجينة تناله الضربات من كل مكان الى درجة انه
صار يصرخ من الالم قائلا :
- يا ناس انا اصلا لست رجل دين و لم ادرس الفقه بحياتي اتركوني-- ارجوكم
- يكفي -انا حتى لم احفظ القران ....
-------------------------------------------------------------------------
العبرة في السياسة استطاع الشاب ان يحصل على ثقة الناس والمنبر و
الانتقام من الامام في نفس الوقت
بقلم
انوار صفار