مرحبا بكم في احلى منتدى منتدى علوم ومعلومات عامةالصلاة و السلام على أشرف المرسليـن ...الحمد لله وحده نحمده و نشكره و نستعينه و نستغفره و نعود بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا ......من يهده الله فلا مظل له و من يظلل فلن تجد له ولياً مرشدا ......و أشهد ألا إلاه إلا الله وحده لا شريك له و أن محمداً عبده و رسوله صلى الله عليه و سلم ...... و على آله و صحبه أجمعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ......ربنا لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الخبير ......ربنا لا فهم لنا إلا ما فهمتنا إنك أنت الجواد الكريم ...
...ربي اشرح لي صدري و يسر لي أمري و احلل عقدة من لساني يفقهوا قولي ......أما بعد ......فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى و خير الهدي هديُ سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم ......و شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار ...... فاللهم أجرنا و قنا عذابها برحمتك يا أرحم الراحمين...أما بعد :أرحب بكم هنآ بموضوعي الوثآئقي بمنتدى علوم ومعلومات عامةالمعلق:
توقفنا في الحلقة السابقة عند "فيرناند فيربار" صديق الأخوان "رايت"، وتلميذ "ليليان تال" و"شانوت".. خريج مدرسة الهندسة والمدفعية، وهو صاحب أسلوب علمي ميز به بدايات الطيران. طار على متن الطائرات الشراعية منذ عام 1901 متنقلاً من طراز إلى آخر، أقلع للمرة الأولى من أوروبا على متن طائرة بمحرك عام 1905.
وكانت تجاربه ارتبطت بإحدى الشخصيات المدهشة من الأغنياء البرازيليين المقيمين في "فرنسا" والمدعو "سانتوس دومو"، وهو ابن ملك القهوة. توصل عام 1906 إلى الآلة الأثقل من الهواء، وبما أنه شخصية مميزة فلن يقدم إلا الشيء المميز؛ لهذا لم تكن طائرته كبقية الطائرات.
سانتوس دومو:
الطائرة التي تشاهدونها هنا تسير باتجاهنا، المؤخرة هناك حيث المراوح هذا يعني أن المحرك ذو دفع أمامي، موقع الملاح في المقعد الذي يشبه السلة هناك. إنها حجرة التحكم بالآلة والطيار في داخلها.
المعلق:
حقق "سانتوس" هدفه في الثالث والعشرين من أكتوبر عام 1906 وحقق في الثاني عشر من نوفمبر ثلاثة أرقام قياسية مجتمعة، المسافة مائتان وعشرون مترًا، المدة إحدى وعشرون ثانية، والسرعة واحد وأربعون كيلو مترًا في الساعة، لكن الطائرة لم تكن ثابتة وبالتالي لم تكن الحل الأمثل.
لم يُحبط "سانتوس" أكثر عندما تأكد أن الأمور لن تسير على ما يرام، بل أوقف العمل في تلك الطائرة نهائيًا، لكنه أخذ محركها وصنع آلة أخرى مختلفة كليًا، وكل الاعتقاد بأنه توصل إلى نتائج أفضل.
إنها طائرة "دي موازيل" صغيرة ومسطحة بعرض خمسة أمتار، وطول ثمانية أمتار، وبقوة خمسة وثلاثين حصانًا. أفكار "سانتوس" أُخذت في الحسبان رغم غرابتها في عالم الطيران، نجحت الطائرة إلى حد ما، والبرهان على ذلك طيرانها المستمر المنتظم بواسطة الأجنحة التي زودت بها.
لم تكن الطائرة التي صُنعت في "أمريكا" عام 1907 سيئة أبدًا، كذلك استطاع السيد "آل هامر" في "الدنمارك" أن يطور آلته بعد جهد مضني، وقد لوحظ تأثير "سانتوس" في الطائرة التي صنعها الألماني "أندي كرافت" والتي تشبه إلى حد كبير الطائرة "دي موازيل".
عام 1907 و1908 كانا عامرين بأبحاث الطيران في العالم، ففي الولايات المتحدة ظهرت طائرة "جون بوب"، وطائرة "هانتون" والتي كانت باكورة إنتاج منظمة التجارب الأمريكية التي أسستها مجموعة من تجار "نيويورك"؛ لنزع احتكار عائلة "رايت" في هذا المجال، فاستعانوا بمهندس شاب يُدعى "كلينت كاردس" لتأسيس صناعة كبيرة، لكن التجربة الأولى كانت متوسطة النتائج. تعقيدات طائرة "هانتون" جعلت الطيارين يترددون في قيادتهم.
كلينت كارديس:
يجب تحريك هذا المقود إلى الأمام أو سحبه للخلف؛ لجعل الطائرة تصعد وتهبط، وحتى لتحريك الدفة في مؤخرة الطائرة ولجعل الطائرة تجنح إلى اليمين أو إلى اليسار يجب تحريك الأجنحة هكذا، إنها طريقة أطراف الأجنحة، طريقة بدائية.
المعلق:
أنستطيع الطيران بهذه المحركات؟
كلينت كارديس:
سأحاول، الطقس ليس ملائمًا هذا اليوم، الرياح قوية وقد لا أستطيع الارتفاع، ولكنني سأحاول، الطائرة ليست متوازنة تمامًا، وليس من السهل السيطرة عليها.
المعلق:
سميت "هانتون"؛ لأنها كالحشرة تتحرك في كل الاتجاهات، كانت حركة القيادة معقدة، وأول من صوب تلك الحركات هو الفرنسي "روبرت أسنوت بارتوري" جمعها في مقود واحد، وهو عصا القيادة، الذي يحرك الطائرة إلى الأمام والخلف والجانبين، هذا الاكتشاف الجوهري وضعه "أسنوت" على طائرته "هوري" الطائرة أحادية السطح على الخطوط الجديدة.
لم يتقدم الجميع في الاتجاه نفسه، فقد شغل الإقلاع العمودي الباحثين. المهندس "لويس بريكيت" البالغ من العمر ثمانية وعشرين عامًا تمكن في "فرنسا" من الإقلاع بطائرته المسماة "جيرو كلاف" والتي كانت أقرب إلى دراسة الحصيد منها إلى الهيلكوبتر.
حاول شاب آخر من الرواد الأوائل يُدعى "هنري فابير" من مدينة "مارسي" الطيران على الماء، وذلك باختراعه طائرة مائية تشبه البعوضة وضعها على عوامات.
جرت على نهر السين عام 1905 أول محاولة طيران لطائرة ذات سطحين لها عوامات وبها وسائد بمحرك صنعها شاب فرنسي من مدينة "ليون" مقدام ومبدع، لم توقفه العقبات، يُدعى "كابريان فوزان" كان عمره خمسة وعشرين عامًا.. يتذكر لنا حياة مخترع عبر التاريخ.
كابريان فوزان:
مرت علينا أوقات عصيبة عرفنا فيها طعم الجوع، وكنا إذًا لم نتلق طرود الطعام من إحدى أخواتي -والتي تسكن منطقة "بيري"- كنا نعاني الجوع، استنتجت أنا وأخي بأنه عندما تكون المعدة خاوية، فإن العمل يصبح صعبًا، والحركة تتباطأ، وأعتقد بأن الأعمال الجيدة لا تتم عندما تكون المعدة خاوية؛ لذلك علينا أن نأكل.
المعلق:
لم يمنعه هذا من استمرار العمل مع أخيه "تشارل" وتحقيق أول طلعة إلى مدينة "باكاتيل" في السادس عشر من مارس عام 1907، بعدها حصل الأخوان "فوزان" على دعم مالي لتصنيع طائرة "الهنري فارمان" بطل الدراجات الهوائية وسباق السيارات.
بنظرة العامل المجد، وابتسامته، وحضوره الأكثر رصانة من كل رجال الكاوبوي؛ قام "فارمان" في يناير 1908 وعلى متن طائرته التي صنعها الأخوان "فوزان" لتحقيق دورة كاملة مقفلة في الجو لمسافة كيلو متر.
كابريان فوزان:
أعتقد أننا تعانقنا طويلاً، ولم نعتقد حينها أن نحقق شيئًا غير متوقع.
المعلق:
كانت انطلاقة قوية للأخوين "فوزان"، بعدها قاما بصناعة الطائرة لأحد هواة الطيران الانجليز اللورد "برابازون" والذي سماها الطير المهاجر. ربح "برابازون" جائزة إحدى كبريات الصحف البريطانية "ديلي ميل" والبالغة ألف جنيه في ذلك العصر، والتي خُصصت لمن يقطع أول ميل في دائرة مقفلة.
بعدها أصبحت الجوائز مطمح الجميع، فقد قرر أحد أبطال سباقات السيارات المشهورين ويُدعى "موريس تابوتو" شراء الطائرة. "تابوتو" سجل حديثه حول تلك التجربة بعد أن بلغ من السن مبلغه.
موريس تابوتو:
لا أشعر بالأسى؛ لأنني عاصرت مرحلتين: مرحلة غزو الجو، ومرحلة غزو الفضاء، وهذا حظ ممتاز وتوفيق من الله -تعالى-. هناك اختلافات كبيرة بين غزو الجو وغزو الفضاء، غزو الجو كلف حياة الناس غاليًا، ونال العاملون فيه مالاً وفيرًا، وغزو الفضاء لم يتح فرصًا كثيرة لكسب المال، من حصلوا عليه كانوا قلة، كان أقل تأثيرًا في الناس من غزو الجو، الذين كانوا ينتظرونه منذ أيام "ريكار".
كنا أقرب لرجل الشارع الذي يحلم بالطيران، ولهذا أُنفق المال الوفير، فالجميع مهتم بالطيران، "إنني أريد أن أطير" هذه العبارة نسمعها منذ ألفي عام، لذلك في الواقع كان هناك فرق بين غزو الفضاء وغزو الجو.
المعلق:
نشاهد آلات غريبة كهذه الطائرة التي تُدعى "بريستول بوكسكيت" تحلق فوق السهول الانجليزية ويملكها "فارمان"، الرجل هنا يعرف كيف يحلق ويهبط، يتحرك في الهواء، ويدور حول البنايات.
"تابوتو" حدثنا عن النقود، بينما "ديزمون بيل روز" ملاح تلك الآلة لا يبغي إلا السعادة.
ديزمون بيل روز:
إن التحليق في الجو شيء خلاب. إنه تحليق حقيقي؛ لأن الطيار يطير في الهواء الطلق على سرعة خمسين كيلو مترًا في الساعة، حيث يلتحم بالطبيعة ومع الطيور. في الحقيقة كان ينتابني دائمًا قليل من الخوف، لم يمنع هذا من أن البعض مات، كان أولهم في مجال الطيران الملازم "سالبري" عام 1908 في "أمريكا"، وبعده توفي ثلاثة عام 1909، وتسعة وعشرون شخصًا عام 1910.. التقدم يكلف غاليًا، خاصة عندما تلوح في الأفق فائدة، بدأت المصانع الصغيرة تظهر مجموعات حرفيين وعمال ذوي خبرات متعددة، خاصة في فرنسا، حيث ظهر الآلاف من المشدودين إلى مجال الميكانيكا.
قسم كبير من صناعة الطيران نشأ في منطقة "بورت مالوت"، و"بيلا ريت" كان يبيع المصابيح في شارع "دورات"، "كاروس" كان يبيع السيارات في شارع "جراند أرمي"، "فارمان هنري" كان يفعل نفس الشيء وشقيقه يبيع السيارات، ولكن في جادة "باريان"، "موران" يبيع السيارات المستعملة هناك أيضًا، "نيو بول" يبيع سيارات مستعملة، جميع هؤلاء نشأوا في "بورت مالوت".
المعلق:
في "أمريكا" نال "كلينت كيرتيس" المرتبة المميزة مع مجموعة من محبي الطيران، قام بصناعة طائرة جديدة أسماها "كيرتيس بوشير"، ذات محرك دفع أمامي، كعادته قادها بنفسه في أول طلعة، سيقودها اليوم بدلاً منه المزارع "دالي كريكاس" من "ويسكانسون"، وهو الذي سهر الليالي ليصنع من جديد تلك الآلة التي قادها دون صعوبة.
كان "كيرتس" قلقًا من كيفية الإثبات للأوربيين من أنه يستطيع أن يقدم الأفضل، حلم باختبار العصر، وهو أن يقطع بحر "المانش"؛ حيث قدمت "الديلي ميل" جائزة بقيمة خمسة وعشرين ألف فرانك ذهب، المنافس الأخطر كان السيد "لاتان" بطائرته "أنطوانيت" ويبلغ من العمر خمسة وعشرين عامًا، وهو وسيم وغني.
دخل معظم السباقات العنيفة بشكل مجنون، كسب من السيارات، وصيد الحيوانات المتوحشة، والطيران. حصل على مساندة قوية من "يولني باباسور" أحد المصنعين العباقرة والذي وضع في الخدمة أول محرك فرنسي هو المحرك "أنطوانيت" بقوة خمسين حصانًا، "أنطوانيت" هو اسم ابنة ممول المشروع السيد "كاستين كيرت".
كان "لاتان" في الأول من يوليو 1909 جاهزًا ليقوم بمحاولته قرب منطقة "كالي" برفقة بعض الفضوليين، أقلع في السابع عشر من يوليو عند الفجر على متن "أنطوانيت" فوق بحر "المانش"، وبعد عشر دقائق كان "لاتان" وآماله في البحر وتم التقاطه. توفي "لاتان" بعد سنوات متأثرًا بجروح في بطنه أصابه بها جاموس بري؛ وذلك أثناء رحلة صيد في "الكونغو".
تعلقت أمال الفرنسيين بـ"لويس بلاريوت" صانع مصابيح السيارات، كانت آماله شفافة، ابن السبعة والثلاثين عامًا شاهدوه وهو يجرب آلته المبنية من الخشب والورق والتي تُدعى "بلاريوت". نجح في الارتفاع إلى ستين مترًا في العاشر من أغسطس عام 1907 وفي السابع عشر من سبتمبر حقق مائة وأربعة وثمانين مترًا، وفي نوفمبر تحطم، لكنه صعد على عكازيه إلى طائرته يوم الواحد والعشرين من يوليو 1909 في منطقة "كالي".
"جان ساليس" وصديقه "مارسيل" أمامكم، "جان ساليس" الذي على يمين شاشتكم سخر حياته لصنع الطائرات الأكثر شهرة، وليصنع سرب الذكريات أعاد هنا الطائرة "بلاريوت 6" إلى مزرعة "كرينو" قرب "كالي" أي في نفس المكان الذي كان فيه "بلاريوت".
"بلاريوت" الابن "جان" يحدثنا عن تلك المخاطرة، حيث قام بالعودة إلى المكان الذي يحلم به منذ الطفولة.
بلاريوت الابن:
هذا المكان يعود بي في الذاكرة إلى أيام والدي، ويجمعني بمن عايشوا عائلتي، المزارع "كرينو" هو الذي آوى في ذلك العصر هذا المخبول من عائلتي مع معداته، ولكنني لا أدري كيف جرت الأمور في العائلة، مع التفكير بأنه مخبول، وهو لم يكن يسمح لنا باعتباره كذلك. كنا نعتقد أنه في النهاية سينجح، صحيح أنه لم يحالفه التوفيق في بادئ الأمر؛ حيث تحطمت بعض الطائرات، لكن العائلة قامت بدعمه ماديًا؛ لأنها تعرف بأنه مثابر وواثق من نفسه.
بساطة لوحة التحكم شيء مذهل، بالأحرى لم تكن هناك لوحة تحكم، كان الطيار يطير على سجيته، الشيء الوحيد الذي يأخذه في الاعتبار هو إلهامه أثناء الطيران أولاً، ثانيًا: إلمامه بقواعد الطيران، وثالثًا: إمكانية الطائرة.
سأشرح قليلاً عن تلك الطائرة، هذا محرك الأجنحة، لكي تنحرف الطائرة يمينًا أو يسارًا؛ يجب الضغط على هذا الجهاز في هذا الاتجاه أو ذاك، مثلاً عند الضغط هنا يتحرك الجناح ويجعل الطائرة تستدير إلى اليسار. في الطائرات الحالية أطراف الأجنحة هي التي تتحرك، بينما في السابق الجناح كله يتحرك، تمامًا كما اتضح قبل قليل، إذًا بشرح بسيط كان يمكن معرفة طريقة السيطرة على الطائرة.
المعلق:
الثالثة وخمسون دقيقة، كل شيء جاهز، هذا هو مخطط الرحلة مكتوب بخط "بلاريوت"، الإقلاع المتوقع في الرابعة وخمس وثلاثين دقيقة، في مكان يُدعى "لابراد"، وعلى بعد ثلاثة كيلو مترات من "كالي" توجد في البحر نسافة وسفينة خفر لمتابعة الطائرة ونجدتها في حالة الضرورة، تحضيرات الرحلة جاهزة، تخوف "بلاريوت" من المسافة التي سيقطعها فوق البحر، لكنه في الطرف الانجليزي سيحاول بطائرته ذات الخمسة وعشرين حصانًا أن يعبر فوق الشواطئ الصخرية لمنطقة "هوفر" ورياحها.
لويس بلاريوت:
هذا ما سأحاول القيام به بشكل عام.
المعلق:
سيحاول "جان ساليس" اليوم وبواسطة "بلاريوت 6" القيام بنفس الرحلة التي قام بها "بلاريوت".. الساعة الرابعة وعشر دقائق، أدار "بلاريوت" المحرك وترك الحرارة ترتفع، في الرابعة وخمس وعشرين دقيقة تأكد من كل شيء.
ولما ظهرت الشمس في الأفق حان موعد الإقلاع المحدد من قبل "الديلي ميل"، أقلع "بلاريوت" وأقلع "ساليس" في نفس الوقت، أعطى مراقب البحرية على الشاطئ إشارة لسفينة الخفر للانطلاق.
على متن الدراسة تتابع السيدة "بلاريوت" بقلق زوجها وقالت: انتابني الخوف الشديد وارتعدت فرائسي. أطلق القبطان الدراسة بأقصى سرعتها عبرت الطائرة فوقنا، وتساءلت في نفسي: وأنا أجهش بالبكاء، ما الذي سيحدث إذا سقط في الماء؟
قال "بلاريوت": "كنت أحلق بهدوء، لم تكن تنتابني أي مشاعر أو أحاسيس حقيقية، كان الهدوء فقط المقطوع بصوت المحرك يزودني بطاقة تجعلني أكثر صلابة في الوقت الذي كانت فيه عيناي مثبتتين على موزع الزيت ومستوى البنزين. لقد نجحت، ثم لاحت لناظري ثلاث سفن فجأة، وفي الوقت الذي كنت أصارع فيه الهواء شاهدت رجل يلوح بعلم مكون من ثلاثة ألوان".
صحافي يُدعى "شارل أونتان" كتب يقول: "أُجهشت بالبكاء كطفل.. هل أنا مخبول؟! هل أنا في حلم؟! إنها آلة طائرة!، وهناك رجل على متنها". قال "بلاريوت": "انتابني سرور عارم فلم أكن أقود الطائرة بل كنت مشدودًا إلى تلك الأرض".
كتب مراسل "الديلي أكسبريس" مقالاً بعنوان:"لم تعد بريطانيا جزيرة"، بينما صحيفة "المورنينج بوست" كتبت في صحفتها الأولى: "سيغير هذا بشكل جذري نظريات الحرب، وبالتالي سيهدد وسائلنا التقليدية في الدفاع".
إنه أول انتصار كبير للصناعات الفرنسية لانطلاقة كبيرة والتي بقيت لعشر سنوات وكانت الأولى في العالم، ما يقارب عشرين طائرة من "بلاريوت 6" مازالت موجودة وعاملة في العالم، منها تلك التي تحمل الرقم "56" وهو الرقم التسلسلي لخروجها من المصنع.
بلاريوت الابن:
سأريكم شيئًا يثير فضولكم، هذه شهادة "البريفييه" في الطيران الخاصة بوالدي، إنها تحمل الرقم "1".
المعلق:
في الحلقة القادمة نواصل الحديث عن ولادة الطيران..
أتمنى أن ينآل إعجآبكم ،،تحيآتي ...